بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أ- كيف ظهر الوجود من اللازمان واللامكان؟
كيف يزعم الملحد أن إلحاده صحيح ولحظة بداية الوجود دليل خلق وإبداع وإيجاد؟
ب- كيف انتقلت اللاحياة إلى حياة؟
كيف انتقلت المادة الميتة إلى خلايا حية؟
في حين أننا اليوم وفي قمة تقانتنا وجامعاتنا العملاقة لا نستطيع أن ننشيء أبسط صور الحياة، فكيف ننسب ظهور الحياة إلى المادة الميتة العمياء؟
ألم يكن الأولى بنا اليوم أن نُنتج حياة تفوق الحياة التي أظهرتها المادة الميتة العمياء بملايين المرات؟
ج- كيف يستطيع الملحد من خلال إلحاده أن يدافع عن إبادة أهل الأرض جميعاً؟
ما هو المستند العقلي أو المادي أو العلمي الذي يقدمه بحيث يؤكد أن إبادة أهل الأرض جميعاً خطأ؟
فالعالم المادي لا يعرف الخطأ ولا الصواب؟
إذن تستوي إبادة أهل الأرض جميعاً باحيائهم إلحادياً.
د- يفترض الإلحاد أن البشر مجرد حيوانات جاءت في سلسلة تطور من كائنات أدنى!
ماذا لو ظهر كائن أرقى؟
هل يحق له إدخال البشر أقفاص الحيوانات وأن يستخدمهم في تجاربه الدوائية؟
الإجابة الصريحة من واقع المادة والداروينية هي: نعم.
وهذا يقضي على أي أمل في حماية الإنسان أو توفير معنى أو غاية لوجوده داخل الإلحاد.
فالإلحاد هنا يعجز عن تفسير حقيقة الإنسان!
هـ- ماذا لو أثبت التطور أن عِرقاً بشرياً أرقى من عرقٍ آخر، هل يحق للأرقى تحويل الأدنى إلى مادة مستعملة، كما نتعامل مع الحشرات والحيوانات الأدنى تطورياً؟
إجابة الداروينية المادية هي: نعم.
وهذا يضمن انهيار الإلحاد داخل العقول السوية والأنفس المفطورة على أن التمايز بين البشر هو بالتقوى لا بلون الجلد ولا بكفاءة العضلات.
و- يفترض الملحد أن الأخلاق نسبية – أي تحتمل أكثر من وجه؛ فمثلاً الأمانة قد تكون أفضل من الخيانة وقد تكون الخيانة أفضل من الأمانة – ثم حين يأتي بشبهاته فإنه يقرر مسبقاً أنها مطلقة – لا تحتمل إلا وجهاً واحداً الأمانة أفضل من الخيانة –، لأنه لو كانت الأخلاق نسبية فليس للشبهة معنى، لأنه ساعتها لن يستطيع أن يقرر أن هناك مخالفة لمعيار أخلاقي.
وهذا تناقض ظاهر فهل الأخلاق نسبية أم مطلقة؟
فلو كانت مطلقة لانتهى إلحاده لأن هذا يعني أن الأخلاق تحمل غائية وجودية كبرى – إرادة الله والتكليف الإلهي –.
ولو كانت نسبية فهذا يعني أنه لا يصح للملحد أن يأتي بشبهة ولا أن يستوعب وجود شبهة أصلاً!
ز- كيف ظهرت الثوابت الفيزيائية المدهشة التي بدأ بها الكون؟
الثوابت الفيزيائية هي فرق في قياسات الطاقة في المادة التي ظهر منها الكون، وهذا الفرق دقيق للغاية ولو اختل ما ظهر الكون.
مثال على ذلك: الثابت الكوني Cosmological Constant الذي لو أختلفت قيمته بأقل من جزء من صفر يليه 123 صفر ثم 1 من الواحد لانهار الكون بأكمله.
هذا ثابت فيزيائي يؤكد وجود ضبط ودقة وعظيم صنع؛ والثوابت الفيزيائية كثيرة وكلها دقيقة ومدهشة.
ح- كيف ظهر نظام التشفير داخل خلايا الكائنات الحية – الجينوم -؟
فمن المعلوم أن التشفير لابد له من مشفر، ووضع معلومة داخل الجينوم تهدف لرمز معين يؤدي وظيفة محددة – تكوين العين مثلاً – هذا أمر لا يقوم به إلا صانع قادر حكيم، فالمعلومة هي معلومة.
ط- كيف تبرر وجود الأخلاق والمعنى والقيمة من خلال الإلحاد؟
فالإلحاد يعتبر العالم مجرد ذرات متلاطمة بلا معنى ولا غاية.
وهذا أكبر دافع لتسميم الأخلاق وتدمير معنى الآخلاق.
فإذا كانت الأخلاق موجودة فالإلحاد غير صحيح.
ي- ملخص الاستدلال ضد الإلحاد:
بما أن هناك ضوء إذن بالإدراك العقلي المباشر هناك مصدر للضوء.
بما أن هناك ظل إذن هناك جسم.
بما أن هناك موجودات متقنة من الكوارك إلى المجرة إذن هناك موجِد.
هذا هو الاستدلال القرآني وهو أيسر الاستدلالات وأقلها في الخطوات.
ولذلك قال الله عز وجل:
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُون } (سورة غافر: 69-70).
أنى تُصرفون؟
وإلى أي دليل مقابل تلجئون؟
فليس أمام الملحد إلا العماء والعدم والعبث والإيمان بالمجالات