سيسبان !!
استيقضت باكرة في احدى الصباحات الجميلة حتى تلحق بباص مدرستها الاعدادية
سيسبان البنت الوحيدة لأمها وأبيها مازالت لم تصل الى الثامنة عشر من العمر
لكن عقلها اكبر من عمرها بكثير .
السنة الاخيرة لها في الدراسة الاساسية حتى تلتحق في العام القادم بكلية الطب التي طالما حلمت بها
تلقت امها بصباح جميل غردت به شفتيها الجميلتين وردت امها بعذب اجمل
اخذت سيسبان خصلات شعرها الناعمة وسرحتها باسنان المشط وهي مبتسمة
قالت لها امها : القهوة جاهزة
نعم ياأمي : اجابتها سيسبان بهدوء
اعتادت سيسبان ان تشرب القهوة كل صباح عندما تذهب الى مدرستها وتفطر بعد حصة الدرس الاول مع زميلاتها
ودعت امها بيدين تلوحان وابتسامة بريئة وانتظرتها بباب البيت حتى اتى الباص.
ابوها كعادته يذهب من الصباح الباكر لمصنع النسيج الذي قضى عشرون عاماً عاملاً فيه حتى يعود بعد الساعة الثالثة ظهرا في كل يوم
كان لابوها اخ كبير وله من الاولاد اربعة يسكنون القرية منذ سنوات طويلة
لعملهم الكثير في القرية في المزرعة وتربية المواشي بقوا هناك ولم ينتقلوا الى المدينة
على الرغم من النداءات الكثيرة من ابو سيسبان بأن يأتوا المدينة لكن دون جدوى.
الاولاد الاربعة لم يحالفهم الحظ في اكمال دراستهم لان العمل في المزرعة وجبروت ابوهم اجبرهم على ترك الدراسة
سيف احد الاولاد الاربع له من العمر 20 عاماً لم يكمل الدراسة الابتدائية حتى.
تراه ناقماً على نفسه وتائه في الطرق المتعرجة من حياته , لم يدرك بعد بأن السعادة تكون في كتاب تقرأه كل يوم او
صحيفة يومية في تقرأها في الصباح.
ذات يوم جلس ابوهم مع اولاده الاربعة وقال لهم :
أن لأخي بنت جميلة ومتعلمة لانجعلها تذهب لغيرنا من الرجال, من يرغب بها منكم في الزواج منها ؟
صمت الجميع ولكن فقط عيونهم من تتكلم بعد هنيئة
تحدث سيف بنبرة صوته المرعبة : أنا من يتزوج سيسبان ياأبي .
رحب ابوه في الفكرة وقال له سنزور بيت عمك في اقرب وقت ممكن
في احدى ايام الجمع اتى سيف وابوه الى بيت عمه الذي لم يزرهم من سنين
فرح ابو سيسبان بالزيارة وعبر عن شوقه الكبير لاخيه الذي لم يراه من سنين
لكن قلب سيبان وامها قبض فجأة دون شعور ولا أرادة.
بعد وجبة الغداء التي اعددتها سيسبان وامها تكلم ابو سيف عن موضوع مهم
اتى من اجله.
قلب سيسبان البريئ زادت دقاته خوفاً وارتجفت اضلاعها رعباً
تفضل يااخي قل : نطق ابو سيسبان
قال : هناك فكرة تراودنا انا وابني سيف وهي ستكون خيراً لنا جميعاً
زادت فرحة ابوها : وقال بصوت مبتهجاً اذا سيتزوج سيف اخيراً
قال ابوه : نعم سيتزوج والحمدلله
ردد عليه ابوها سنفرح جميعاً بهذا الخبر موجه نظره الى سيف
وقال : لكن من هي الزوجة التي تناسب ابننا سيف
قال ابو سيف مبتسماً ونظراته على سيسبان : ستكون جميلتنا سيسبان هي الزوجة المناسبة لابننا سيف
صعق الجميع من الخبر صمت ابوها وارتجفت شفاه بالخجل والرعب
اما سيسبان هطلت دموع من عينها غرقت بريق خديها الجميل
اما امها اغمضت عينيها مهبطة رأسها للاسفل والصمت هيمن على الجميع
كسر حاجز الصمت بضحكة مفتعلة من ابو سيف : ماذا حل بكم ياخي ؟
ناداه ابوها بصوت شجي وخافت : كيف لسيسبان التي ستكون السنة القادمة في كلية الطب ان تتزوج من سيف الذي لم يكمل
الدراسة الابتدائية حتى ؟ !!
قال ابوه بصوت عالٍ : وماذا يعني كلامك هذا ياخي هل ترفض طلبنا هذا ؟
قال ابوها : الرفض والقبول لسيبان وحدها هي من تتكلم.
نظر الجميع اليها حتى تنطق لكن تفاجئوا من كثرة الدموع النازلة غيرت ملامحها البريئة وجمالها
هربت فازعة الى غرفتها والصراخ يلحق بها !!
تكلم سيف بصوته المرعب : اذا كانت رافضة فستبقى الى مدى حياتها بلا زواج وتترك دراستها رغماً عنكم
والا ستكون حياتها ثمن لرفضها.
ابو سيف طرق برأسه مؤكداً ماقاله سيف .
خرجوا بغضب من البيت وتركوا خلفهم جروح وأوجاع غرست في قلب سيسبان وابيوها .
بعد سنين عدة تزوج سيف من أمرأة اخرى
اما سيسبان ذهبت ملامحها الجميلة وحطمت احلامها ببؤس ووجع وتركت دراستها ولم تحقق احلامها
حتى تقدم العمر بها وذبل بريقها الجميل على الرغم من زواج سيف وزوجته انجبت له اثنين من الاولاد
لكن لم يرفع الحظر عن زواج سيسبان من رجل اخر الى مدى حياتها
لانها رفضت ابن عمها سيف.
أنتهت
رد مع اقتباس
