نَظرْتُ إلى مرآتي أتأمَلُّنِي
سَألْتُ فيها نفسي:
من تُراك تنتظرين كل مساء؟
أجابتني بحنين:
هو من تنتظرين ليسافر بك إلى المدى
أجبتها ودمعة على خدي:
ربما نسي الميعاد ولن يأتي
أو ربما أَجَلُ التّذكرة قد انقضى
تَنهَّدتْ قائلة لي:
لا تتعجّلي وانتظريه
فلربما الحمام الزاجل أضاع همساتك
لتتلاشى بين الغيوم أحرفها
تَمْتَمْتُ ببطىء:
ليت الزمان إلى الوراء يعيدني
لأكتب ثانية ما تمنته روحي
نعم لأدون أحرفا ظلت تسكنني
وهي تتبعني كل مساء لتؤرّقني
عدت إلى حيت مكاني بشرفتي
ماكنت سواي أَسْتَضيفُ نفسي
وأنا على جمرة الترقّب أنتظرني
هو الانتظار البطىء ما رحمني
ليتركني كوردة على صخرة منسيّة
تنتظر ذاك الذي سيسقيها من أمله
من سيحررها من أَسْرِ ماضيها
و يأتيها بغد مشرق جميل
سمعتها تردد بشوق
وقد أخرجتني من شرودي
أن لا أيأس من طول انتظاري
وان أحيا دون ملل في حضنه
فقد يحملني معه يوما ليعبر الزمن بي
ويعوض اللاوقت الضائع من عمري
فما عشته ما حُسِب يوما منّي
مادمت قابعة بين أحضان انتظاري..
سميا دكالي ..