ما تعبت يوما من تأمل موجتي
وما ملّت هي منّي ولا من وجودي
يقذفها البحر عاتية لتستقبلني
ومن مائها المالح المتدفق أملأ كفي
أغسل به وجهي من أثر دموعي
فانتعش فرحا وقد أهديتها ما بداخلي
كم استمعت دون ملل لحكاياتي
وأنا أسردها لأتحرر من شوائبي
هي موجتي باتت من بعيد تعرفني
وبسعة صدرها كلما ارتميت تحضنني
فتنسيني ما وددت أن أحكيه لها
لأعود وما شيء ظل يسكنني
وكم شهدت علي وأنا أرسم قصوري
على الرمال أبنيها وأحلامي
بمدها تجرفها وكأني ما شيّدتها
لتتركني وحيدة على الأطلال أبكيها
سألتها بلهفة:
هلاّ رأفت بي وأعدتها لي
بحنان أجابتي :
هي معي قد خبأتها لك في محاري
فلا تستعجلي قطافها
فمتى رأيت زهرة أهدت عطرها؟
إن لم ترتوي بعد ظمأ
تعلّمي الصبر ولا تيأسي
فحتما سوف تسطع شمس حريتك
لتملأك وتغمر المكان بأنوارها
عدت حينها بعد سفر إلى ذاتي
وقد ارتْحت منًي وما كنت أحمله
ونَبّتٌ الأمل عل شاطئ بحرها
لينمو من جديد ويحكي حكايتي..
سميا دكالي ..