( تــــــــــــوبــــــــــ ـــــة )
مَـلَـلْتُ مِـلَّـــةَ حُــبٍّ حَـلَّــلَتْ وجَـعِـيْ
وعـُدتُ أبـحـثُ عن زُهـدي وعـن وَرَعِــيْ
دَانَـتْ بـهـا مـهـجـتـي جـهـلاً وعــشـتُ لـهـا
عـُـمْـراً أرتِّــلُ في مـحـرابِـها وَلَــعــِيْ
هـل كان إيـمـانُـهـا إلا الـضـلال وهـل
مـِنـْهـاجـها غـير أشـراكٍ مِـنَ الخـــدَعِ
سـلـكـتُ مـذهـبَ غَــيٍّ هـِـمْـتُ فـيـه هـَـوَىً
الشـعـرُ حَـادِيـْهِ والغـاوُوْنَ مِــنَ شِـيَعِـيْ
أَقْـفُـوْ خُـطَـا مَـنْ غَـوى قـبلي وقـال : قِـفَـا
أبـكـي لـذكـرى زمـانٍ غـيـرِ مُـرتَـجَـعِ
حـيــران. ليلي بـطــــيـئـــاتٌ كـواكـبُـه
هيـمـان أهـربُ من خـوفي إلى فَـــزَعِــي
كـم خَـابَ فَـأْلِـي وكـم أظـمـأتُ قـارئـةً
لـِطَـالـعٍ غـابَ في الـفـنـجـانِ والــــوَدَعِ
وكـم عَـضَـضْـتُ بـنـاني نـادِمـًا أسـِــفاً
لأنَّ حــظـي بـوديـانِ الـهــوى كُسَـــعِي
أضعتُ فيها بلا وعيٍ هدايَ ســدىً
من يَـعْــتَـرِيهِ جنونُ الحبِّ كيفَ يعِــــي؟
كم سامني شــرعُـه ذلّاً وأرهـقَـنِي
وحطَّ إِصْـراً على روحي ولمْ يَـضَـــعِ
وهـأنا الـيـومَ أمْحُـوْ غَــيَّ شِــرْعَــتِـهِ
أتـوبُ من سُـنَــنِـي فيهِ ومن بِـدَعِـــيْ
لاتَـعـذِلِـيْ إن تـســاوى يامُـعَـلِّـلَتي.
لَـدَيَّ أنْ تَـصِـلِـي مُـضْـناكِ أوْ تَـدَعِـــيْ
قــد مَــلَّ بـارقَ وعْــدٍ عـاشَ يَـرقُـبُـهُ
قـلبٌ تَـقَـلَّبَ بـينَ اليأسِ والـطـمـعِ
سحـابةٌ أنـتِ ماجــادتْ رواعِــدُهــا
فَـحـَلِّقـي في فضاءِ الجَــدْبِ وارتـفـعِــيْ
مهما اسـتطالَ المـَدى لا تأمني أبـداً
وقد تَـعـَالـيْتِ في مـَهْـوَاكِ أنْ تَـــقَـــعِــيْ
يامِـحـنـةَ الحبِّ في قلبٍ شـَقِــيْتُ بـه
تـضـيقُ فـيهِ مَــدَاءَاتِـي لتـَـتَّـسِـعِــيْ
ياغــربـةً سَـكَـنَـتْـنِـي والـغـريبُ أنا
ولا سِـوَايَ أنِـيْـسٌ لِـيْ هـناكَ مـــعِـــيْ
ياغـيمـةً مـن غُـمـومٍ لَـبَّـدَتْ أُفُـقِـي
تَــلَـمـْلَــمِي من سماءِ الر وحِ وانـقــشعيْ
لَــعلَّ شـمسـاً وراءَ الـغَـيمِ. أحْـضِـنُـهـا
أَحِــيْكُ من دِفْـئِـها ثوبي ومُـضْـطَجـَعيْ
عـسى نوارسُ حبٍّ عن فَـمِي رحلــتْ
تـعـودُ يوماً إلى شَـطِّـي ومُـنْــتـَجَـعِـيْ
محمد حزام البردادي.