.
لمبة وحيدة
تضيء واجهة بيتنا العالي
تضيء حارة بلا اسم
في الطفولة كان لها شكل رجل
فاتح ذراعيه
وساقاه مضمومتان في الشارع الكبير
ومع الوقت تحدث أشياء كثيرة
من بينها أن هذه الحارة صار لها شكل (T)
أو شكل شاكوش يدق على الفراغ بين بنايتين
قبل هذا الوقت
كانت لمبة وحيدة
ترمي ضوءها الأصفر الشحيح
تحيل من يعبر الباب إلى شبح يتغير طوله حسب المسافة
كسرناها كثيرا من أجل هذا
كسرناها لنريح أعصاب الكلاب
لنهيج القطط التي تبيت في عربة الأطفال
العربة التي ذكرتها من قبل
وربما في ليلة أخرى
سأحكي لكم
عن هذه العربة الحزينة
تبيت الآن في بئر السلم تحت عدادات الكهرباء
وفي ليلة ونحن نقذف اللمبة بالطوب
حدث ماس كهربائي
طقطقت الأسلاك كلها
احترقت العربة بما فيها
في النهار التالي
كان صاحب العربة القديم
يصعد السلم على ذراعيه ويجر خلفه ساقين من القماش
لم يفكر واحد من السكان في لمبة جديدة
ولم يتوقف الحكي – لفترة طويلة –
عن الليلة التي صعدت فيها القطط إلى السماء
منقوول