.
جثةٌ جديدةٌ
( 1 )
أوَكلَّما أنجبتُ قصيدةً وجدتُها ميِّتةً
إذًا : لماذا لم يصبْنى اليأسُ من رائحةِ هذه الجثثِ التى تملأ غرفتى
أحلمُ كشخصٍ عادىٍّ أن أرى قصائدى تحبو
وتتعلقُ بأكتافى كلما خرجتُ
وتجهزُّ لى مائدةً من المعجبين عند عودتى
( 2 )
لمَ يا غبىُّ ؟
ما الداعى لكلِّ هذا العناء
وكلِّ هذى الكتبِ التى أتلفتْ دماغكَ
إذا كنتَ لا تنجبُ إلا جثثا .
( 3 )
أخافُ أن أقولَ لأصدقائى
إننى أضعُ جثثَهم بعنايةٍ فوق رفِّ الذاكرة
فتبدأَ معزوفةُ اتهامى بالغرور
وتبدأَ رحلة استردادها منى
أنا الذى أستأنس بها .
( 4 )
” إنَّ الحروفَ تموتُ حينَ تُقالُ “
قالها ( نزارقبانى ) ولم أصدقهُ
ولم يصدقه أحدٌ من أصدقائى
ولهذا نحملُ على ظهورنا أكوامًا من الجثث
وما من قبورٍ كافية .
( 5 )
كلُّ النظريات الأدبية
و كل النقاد الذين تعرفونهم
لم يدركوا بعد أنهم يفاضلون بين جثةٍ وأخرى
ويبحثون عن سببٍ وجيهٍ
لموتٍ مؤكدٍ
( 6 )
تُقاسُ الشاعريةُ فى بلادى
بعدد الجثث التى يمكن إنجابها
ومدى قربها من مراكز الدفن .
( 7 )
سأقسِم لكم الآنَ
إن هذه التى ترونها هى آخر جثةٍ عندى
إننى لن أنجب أىَّ جثةٍ أخرى
ولأنكم تعرفون جيدا حجم المصيبةِ
ستقولون معى ككورس مدرّب
كذّاب .
……………. علاء رسلان