يعني وجودُ العُقم عدمَ القدرة على الحمل بعد سنة كاملة من محاولات الحمل، كما تُدعى حالة الإصابة بالإجهاضات المتكررة بالعقم أيضاً. يُمكن تتبع حالات العقم بنسبة الثلث عند النساء والثلث الثاني من الحالات يكون العقم عند الرجال، أما الثلث الأخير فيكون بسبب الزوجين معاً أو لا يكون له سبب ظاهر يمنعُ الإنجاب.
إن الأدوية والعمليات الجراحية هي العلاج المألوف للعقم، ولحسنِ الحظّ فإنّ ثلثي الأزواج الذين يتلقونَ العلاجَ من أجل التخلص من العقم يتمكنون من إنجاب الأطفال في آخر الأمر.
المقدمة
العقم هو عدم حدوث حمل بعد مرور سنة من العلاقة الجنسية التي لا يستعمل فيها الزوجان أي موانع للحمل. فإذا لم تحمل الزوجة بعد سنة أو أكثر من العلاقات الجنسية دون استخدام أي موانع الحمل، فقد تحتاج إلى تقييم للعقم. أما إذا كانت الزوجة في سن الخامسة والثلاثين وما فوق فعليها إجراء هذا التقييم بعد ستة أشهر من العلاقات الجنسية دون استخدام أي موانع الحمل.
أما إذا كانت الزوجة تشكو من عدم انتظام الدورة الشهرية أو كان زوجها يعاني من مشكلة معروفة في الخصوبة فمن الأفضل ألا ينتظر الزوجان سنة كاملة قبل طلب العلاج.
سوف يساعد هذا البرنامج التعليمي الزوجين على فهم أسباب العقم وطرق علاجه.
التناسل
لفهم فحوصات العقم وطرق العلاج المتوفرة من الضروري التعرف إلى كيفية حصول الحمل الطبيعي. سوف يناقش القسم التالي التناسل.
تقع الأعضاء التناسلية الأنثوية في الحوض بين المثانة والمستقيم. وهي تشمل:
- المبيضين
- أنبوبَي فالوب أو البوقَين
- الرحم
- المهبل
والمبيضان غدتان صغيرتان لهما وظيفتان أساسيتان:
- إنتاج هرمونات خاصة مثل الإستروجين والبروجستيرون
- الإباضة وهي إنتاج البيضات الضرورية للتناسل.
الإباضة هي أهم عامل من عوامل الحمل.
كل شهر تقريباً تنضج بيضة داخل كيس مبيضي مليء بالسائل يدعى الجريب. يطلق أحد المبيضين البيضة إلى أنبوب فالوب أو البوق.
إذا كانت النطاف التي تم قذفها في المهبل بعد الإباضة سليمة، فإنها "تسبح" صعوداً عبر الجهاز التناسلي إلى أنبوب فالوب أو البوق لتلقيح البيضة. بعد ذلك تنقسم البيضة الملقحة وتصبح مضغة.
تهبط المضغة عبر أنبوب فالوب أو البوق إلى الرحم وتنغرس في بطانة الرحم.
إذا لم تتلقح البيضة تتساقط بطانة الرحم التي كانت تستعد لاستقبال الحمل. وهذا ما يعرف بالدورة الشهرية.
التلقيح
لتحقيق الحمل يجب أن تحصل الأحداث التالية جميعها:
- يجب أن يطلق المبيض بيضة (الإباضة)
- يجب أن يلتقط أنبوب فالوب أو البوق البيضة
- يجب أن تسبح النطفة عبر المهبل صعوداً إلى الرحم ثم إلى أنبوب فالوب أو البوق.
- يجب أن تلقح النطفةُ البيضة .
- يجب أن تهبط البيضة الملقحة أو المضغة إلى الرحم.
- يجب أن تنغرس المضغة في بطانة الرحم وتنمو على مدى تسعة أشهر.
يؤدي حصول مشكلة في أي مرحلة من مراحل هذه العملية إلى العقم. سوف يناقش القسم التالي عوامل العقم المتعلقة بمختلف مراحل عملية الحمل.
عامل السن تتدنى القدرة على الإنجاب أو الخصوبة بشكل كبير لدى النساء في منتصف الثلاثينات من السن ويزداد التدنى لدى النساء في أواخر الثلاثينات. وتعاني بعض النساء من الضعف في الخصوبة في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من السن. وتضعف الخصوبة مع تقدم السن بسبب قلة البيضات الباقية في المبيضين. كما أن نوعية هذه البيضات ليس بنفس الجودة. إن احتمال حدوث الحمل بعد سن الخامسة والأربعين نادر جداً كما ترتفع نسبة الإجهاض بشكل كبير جدا.
عامل الإباضة إن مشاكل الإباضة هي أحد أكثر مسببات العقم شيوعاً حيث تسبب حوالي خمساً وعشرين بالمئة من مجمل حالات العقم. فالإباضة هي إطلاق أحد المبيضين بيضة ناضجة. وبعد الإباضة ينتج المبيض هرمون البروجستيرون. وقبل بدء موعد الدورة الشهرية يحول البروجستيرون بطانة الرحم إلى بيئة قابلة للحمل مستعدة لاستقبال البيضة الملقحة المنغرسة والعناية بها.
العامل الخاص بأنبوب فالوب أو البوق يجب أن يكون أنبوبَا فالوب مفتوحين وسليمين كي يتحقق الحمل. وتسبب المشاكل التي تتعلق بأنبوبي فالوب وبالصفاق، وهو الغشاء الذي يبطن الحوض والبطن، حوالي خمس وثلاثين بالمئة من مشاكل العقم.
العامل الصفاقي الصفاق هو الطبقة التي تبطِّن الحوض والبطن. هناك اضطرابان يصيبان الصفاق.
الاضطراب الأول الذي يصيب الصفاق هو هجرة البطانة الرحمية، أو ما يطلق عليه الانتباذ البطاني الرحمي. وفي هذه الحالة يبدأ النسيج الذي يبطِّن الجدار الداخلي للرحم بالنمو خارج الرحم. قد ينمو هذا النسيج على أي بنية ضمن الحوض بما في ذلك المبيضين. وتعاني من هذا الخلل حوالي خمس وثلاثين بالمئة من النساء العقيمات اللواتي لم يتم اكتشاف أي سبب آخر معروف لعقمهن.
أما الاضطراب الثاني الذي يصيب الصفاق فهو النسيج الندبي أو الالتصاقات بين الأعضاء الواقعة ضمن الحوض. فقد تسبب العمليات الجراحية أو الانتباذ البطاني الرحمي هذا الاضطراب وتمنع البيضة من الانتقال إلى أنبوب فالوب.
العامل الذي يتعلق بعنق الرحم وبالرحم قد تؤثر المشاكل التي تصيب عنق الرحم وهو الجزء الأسفل من الرحم على خصوبة الزوجة ولكنها نادراً ما تكون المسبب الوحيد للعقم. ومن الضروري أن تخبر الزوجة الطبيب عن سوابق إجرائها لأي خزعة، وإجرائها لأي عمليات جراحية، أو تجميد للبيضات، أو علاج لعنق الرحم باللايزر، أو ظهور أي خلل في فحوصات لطاخة بابا نيكولاو، أو إذا كانت والدتها قد تناولت ثنائي إِيثيل ستيلبوستيرول أثناء الحمل بها.
العامل المتعلق بالزوج في نحو أربعين بالمئة من حالات العقم يكون الزوج هو المسبب الوحيد أو المساهم للعقم. غالباً ما يسبب الاضطراب في النطاف ضعف الخصوبة لدى الرجال. ومن أنواع هذا الاضطراب:
- انخفاض عدد النطاف.
- القيلة الدوالية وهي وريد متورم في كيس الخصية أو الصفن يعيق نمو النطاف.
- حالات العدوى.
- خلل في شكل النطاف أو حركتها مما يمنع وصولها إلى البيضة.
وباختصار، هناك عدة عوامل تمنع الزوجين من الحمل. فإذا واصل الزوجان محاولاتهما للإنجاب على مدى سنة أو أكثر فقد يكون عليهما استشارة الطبيب ومعرفة سبب عدم قدرتهما على الإنجاب.
الزيارة الأولى
ينبغي على الزوجة زيارة الطبيب للمرة الأولى برفقة زوجها. فالعقم معاناة مشتركة ويجب على الزوجين معالجتها معاً.
في الزيارة الأولى عادة يسأل الطبيب الزوجة عن مدى انتظام دورتها الشهرية. كما يسألها في ما إذا كانت تعاني من أي ألم في الحوض أو نزيف أو إفراز مهبلي غير عادي، أو أي مشاكل صحية أخرى. وعلى الزوجة أن تتوقع أن يسألها الطبيب عن حدوث حمل أو إجهاض سابق وعن خضوعها لعمليات جراحية وعن وسائل منع الحمل التي استعملتها. كما يسأل الطبيبُ الزوجَ عن أي إصابات تعرض لها في أعضائه التناسلية و خضوعه لعمليات جراحية وتعرضه للالتهابات، والأدوية التي يتناولها، وأي مشاكل صحية أخرى.
يحتاج الطبيب إلى معرفة التاريخ الجنسي والإنجابي أو التناسلي الكامل للزوجين، بما في ذلك حدوث حمل سابق. ونظراً لأن خمساَ وعشرين بالمئة من الأزواج الذين يعانون من العقم يشكون من أكثر من عامل واحد من العوامل المسببة للعقم، فمن الضروري جداً أن يقيِّم الطبيب كل هذه العوامل لمعرفة مدى تأثيرها على الزوجين معاً.
يعلم الأطباء أن الأسئلة الحميمة المتعلقة بمعالجة العقم قد تكون محرجة. لذا على الزوجة أن تشعر بحرية تامة عند إطلاع طبيبها على مخاوفها ومشاكلها. وعادة يخضع الزوجان لفحص بدني كامل بعد الزيارة الأولى.
تقييمات العقم
تشمل تقييمات العقم:
- الخصوبة المتعلقة بالسن
- فحوصات الإباضة
- فحوصات أنبوب فالوب أو البوق
- فحوصات الرحم وبطانة الرحم
- فحوصات الصفاق
- تحليل السائل المنوي
يناقش القسم التالي الفحوصات الطبية التي يمكن للزوجة إجراؤها لتقييم الخصوبة أو تشخيص العقم.
الخصوبة المتعلقة بالسن أصبح من الممكن اليوم معرفة مخزون الزوجة من البيضات، فهذا المخزون هو الذي يدل على ما لدى الزوجة من رصيد من الخصوبة المتعلقة بالسن. وأبسط هذه الفحوصات الهرمون المنبه للجريب وهرمون الإستراديول في الدم في بداية الدورة الشهرية للزوجة. ويدل ارتفاع ال هرمون المنبه للجريب إلى انخفاض فرصة الحمل لدى الزوجة، خاصة إذا كانت في سن الخامسة والثلاثين وما فوق. ولكن ذلك لا يعني أن لا فرصة لديها للحمل.
فحوصات الإباضة إذا كانت الدورة الشهرية لدى الزوجة منتظمة فمن الأرجح أن جسمها ينتج البيضات . أما إذا كانت محرومة من الدورة الشهرية أو كانت دورتها الشهرية تأتي مرة كل بضعة أشهر، فمن الأرجح أن جسمها لا ينتج البيضات أو ينتجها بغير انتظام.
هناك عدة طرق لمعرفة ما إذا كان جسم الزوجة ينتج البيضات أم لا. ويمكن للزوجة إجراء فحصين بنفسها في المنزل: وهما قياس حرارة الجسم القاعدية واستعمال مجموعة من الاختبارات من أجل التنبؤ بالإباضة.
قياس حرارة الجسم القاعدي: لإجراء هذا القياس، على الزوجة أن تقيس حرارتها عبر الفم عند الاستيقاظ صباحاً كل يوم على مدى شهر على الأقل ثم تسجيل النتيجة. تسبب الإباضة عادة ارتفاعاً في حرارة جسم المرأة بنصف درجة إلى درجة. إلا أن بعض النساء اللواتي تنتج أجسامهن البيضات لا ترتفع حرارتهن.
مجموعة الاختبارات من أجل التنبؤ بالإباضة: تتألف مجموعة الاختبارات هذه من فحوصات للبول مصممة لكشف الازدياد الحاد في الهرمون الملوتنالذي يحصل قبل الإباضة مباشرة. إذ يحفز الازدياد الحاد لهذا الهرمون أحد المبيضين على إطلاق البيضة وإنتاج البروجستيرون. وتكشف مجموعة الاختبارات هذه التنبؤ بالإباضة عادة الازدياد الحاد في الهرمون الملوتن قبل يوم أو يومين من الإباضة مما ينذر الزوجين بأن الإباضة باتت قريبة. إلا أن الازدياد الحاد في الهرمون الملوتن الذي تكشفه تلك المجموعة من الاختبارات لا يحصل عند جميع النساء.
يجري الطبيب أو الطاقم الطبي بعض الفحوصات الطبية للزوجة للتأكد من حدوث الإباضة. وتشمل هذه الفحوصات: فحص الدم، وصورة بالإيكو أو بالأمواج فوق الصوتية للحوض، وأخذ خزعة من بطانة الرحم.
فحص الدم: يؤكد الفحص حصول الإباضة عبر قياس مستوى البروجستيرون في الدم.
الصورة بالإيكو أو بالأمواج فوق الصوتية للحوض قد يشير هذا الفحص إلى إنتاج المبيضين للجريبات. هذه الجريبات هي أكياس مليئة بالسائل موجودة تحت سطح المبيض مباشرة وتحتوي على البيضات غير الناضجة. تساعد الصورة فوق الصوتية على كشف إنهيار الجريب مما يشير إلى إطلاق البيضة . لا يجرى هذا الفحص دائما.
فحوصات أنابيب فالوب يمكن إجراء تصوير خاص بالأشعة يسمى تصوير الرحم والأنبوب لتقييم حال الرحم والأنابيب. خلال هذا التصوير يحقن عنق الرحم بصبغة خاصة تملأ الرحم وتنتقل إلى أنبوبي فالوب. إذا سال السائل خارج الأنبوبين عند نهايتهما فذلك يعني أنهما مفتوحان. أما إذا لم يسل السائل فذلك يعني أنهما مسدودان.
فحوصات الرحم وعنق الرحم يكشف تصوير الرحم والأنبوب المستخدم لفحص أنابيب فالوب عن أي عيوب في جوف الرحم حيث تنغرس المضغة وتكبر. يجرى هذا التصوير بعد إنتهاء الدورة الشهرية ولكن قبل الإباضة.
من أنواع الإختلالات الرحمية التي يمكن إكتشافها:
- نسيج ندبي رحمي
- البوليبات أو المُرَجّلات أو السلائل (وهي أجزاء من البطانة الرحمية تتدلى كحبات العنب في جوف الرحم.)
- الأورام الليفية
- خلل في شكل جوف الرحم
يمكن اكتشاف الاختلالات الرحمية بإجراء صورة شعاعية مع حقن السوائل الملحية داخل الرحم. خلال هذا الفحص، يحقن محلول ملحي في عنق الرحم. يسمح المحلول الملحي للطبيب برؤية حواف جوف الرحم. وتوضح هذه الصورة جدار الرحم والجوف في الوقت نفسه على عكس تصوير الرحم والأنابيب وهذا ما يساعد في علاج بعض الحالات.
فحوصات الصفاق تساعد جراحة تنظير البطن (الصفاق) على اكتشاف كل من الالتصاقات والانتباذالبطاني الرحمي ومعالجتهما. يجرى هذا التنظير تحت تأثير التخدير العام. ومن الممكن أن تعود الزوجة إلى المنزل في اليوم نفسه بعد إجراء الجراحة.
خلال هذه الجراحة يتم إدخال آلة التنظير عبر شق صغير داخل السرة أو تحتها مباشرة. ويسمح جهاز التنظير للطبيب برؤية جوف الرحم ومعاينة المبيضين وأنابيب فالوب والرحم.
ويحقن الطبيب أحد الأصبغة عبر عنق الرحم لمعرفة ما إذا كان الممر المؤدي إلى الرحم والأنابيب مفتوحاً. وقد يشق الطبيب شقاً إضافياً صغيراً أو أكثر فوق عظم الحوض لكي يتمكن من إدخال أجهزة إضافية لفحص أعضاء الحوض بشكل أفضل ومعالجة أي مرض قد يكتشفه.
تحليل السائل المنوي لإجراء تحليل السائل المنوي، يطلب الطبيب من الزوج الامتناع عن قذف المني لمدة ثمان وأربعين ساعة على الأقل. بعد ذلك سوف يجمع عينة من السائل المنوي للزوج في كوب معقم عبر الاستمناء إما في المنزل أو في عيادة الطبيب. يفحص السائل المنوي خلال ساعة تحت المجهر لمعرفة كثافة النطاف وحركتها وشكلها وحجمها. وقد يطلب الطبيب من الزوج إجراء تحليلين أو ثلاثة للسائل المنوي على مدى شهرين إلى ستة أشهر إذا كانت النتائج غير طبيعية.
في خمس إلى عشر بالمئة من حالات العقم تكون كل نتائج فحوصات الخصوبة طبيعية ولا يتم اكتشاف سبب واضح للعقم. ويشار إلى هذه الحالات بأنها غير معروفة السبب.
العلاج
هناك تصنيفان أساسيان لعلاج العقم: طرق العلاج غير الجراحية والطرق الجراحية. تشمل الطرق غير الجراحية:
- أدوية الخصوبة: صممت هذه الأدوية لتحفيز الإباضة أو تنظيمها. وهناك الكثير من الأدوية المتوفرة.
وعلى الزوجة أن تستشير طبيبها لمعرفة الدواء المناسب لها.
تشمل طرق العلاج الجراحية التلقيح الصناعي، والتمنية داخل الرحم، وتنظير البطن (الصفاق).
التلقيح الصناعي وفي التلقيح الصناعي في المختبر يستأصل الطبيب البيضات من الزوجة جراحياً خلال هذه العملية من مبيضها ويأخذها إلى المختبر. وفي المختبر تمزج البيضات مع النطاف المأخوذة من الزوج. فإذا لقحت نطفةٌٌ من النطاف المأخوذة من الزوج البيضةََ المأخوذةَ من الزوجة وأصبحت البيضة مضغة يعيدها الطبيب إلى رحم الزوجة.
التمنية داخل الرحم خلال هذه العملية تؤخذ النطاف من الزوج ليحقنها الطبيب مباشرة داخل جوف الرحم بعد أن يتجاوز عنق الرحم ويضع النطفة بالقرب من البيضة .
تنظير البطن (الصفاق) وفي تنظير البطن يُدْخِل الطبيبُ منظار البطن إلى جانب أجهزة أخرى عبر شقوق صغيرة في البطن. ويستعمل الطبيب هذه الأجهزة لعلاج مشاكل عديدة مثل النسيج الندبي أو انسداد أنابيب فالوب.
تخف استجابة النساء الأكبر سناً لأدوية الخصوبة، وتزيد لديهن نسبة الإجهاض أكثر من النساء الأصغر سنا. كما يزيد احتمال إنجاب طفل غير طبيعي، مثل الطفل المصاب بمتلازمة داون أو المنغولية مثلاً، مع تقدم السن. ومن الشائع أن يبدأ الزوجان الأكبر سناً بعلاج العقم في وقت مبكر، وأن يلجآ إلى طرق علاج قاسية أكثر من الزوجين الأصغر سناً بسبب تأثير السن على الحمل ونسب الولادة.
ومن طرق العلاج المتوفرة لعلاج العقم المتعلق بالسن أدوية الخصوبة والتمنية داخل الرحم أو التلقيح الصناعي في المختبر.
فإذا فشلت طرق العلاج أو توقع الطبيب المعالج انخفاض فرص نجاحها، فإن من الممكن للزوجين اللذين لم يوفقا في العلاج أو اللذين لا يرغبان بالعلاج اللجوء إلى خيرات أخرى ككفالة يتيم مثلاً.
علاج الإباضة إذا كان جسم الزوجة لا ينتج البيضات فقد يصف لها الطبيب أدوية لتحريض الإباضة ويطلب منها إجراء فحوصات لمعرفة سبب عدم إنتاج جسمها للبيضات. كما يساعد تاريخها الطبي ونتائج الفحص البدني فيها على تحديد الفحوصات المناسبة. وقد يصف الطبيب أدوية خصوبة أكثر قوة، وهي أدوية تعطى بالحقن إذا فشل العلاج بالأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم.
العلاج إذا كشف تصوير الرحم والأنبوب عن إنسداد أنبوبَيْ فالوب أو البوقين، فقد يوصي الطبيب بتنظير البطن لتقييم مدى التدمير الذي لحق بأنبوبي فالوب. وإذا كان الأنبوبان مسدودين، أو مصابين بندبة أو مصابين بالتلف، فيمكن للطبيب أن يجري عملية جراحية لتصحيح المشكلة في بعض الحالات.
بالرغم من إمكانية العلاج الجراحي لبعض حالات تلف أنبوبي فالوب أو البوقين، إلا أن بعض النساء يعانين من تلف كبير جداً، وفرصتهن في الإنجاب ضئيلة جداً. وفي تلك الحالات يقدم التلقيح الصناعي في المختبر حلاً أفضل لتحقيق حمل ناجح. ولأن وجود التلف الشديد في أنبوبي فالوب أو البوقين يقلل من فرص نجاح التلقيح الصناعي في المختبر، فقد يوصي الطبيب باستئصال أنبوبي فالوب أو البوقين قبل المعالجة بالتلقيح الصناعي في المختبر.
عوامل تتعلق بعنق الرحم يتم خلال عملية التمنية داخل الرحم حقن المني المأخوذ من الزوج مباشرة داخل جوف رحم الزوجة لتجاوز عنق الرحم وإيصال المني قريباً من البيضة.
تنظير الرحم قد تعيق المشاكل التي تصيب الرحم لدى الزوجة انغراس المضغة فيه، أو تزيد من احتمال إصابتها بالإجهاض. وتنظير الرحم هو إجراء تشخيصي، يقوم الطبيب فيه بإدخال منظار ضوئي عبر عنق الرحم إلى الرحم. وقد يحتاج الطبيب إلى المزيد من العمل من أجل تقييم الرحم وتصحيح المشاكل الموجودة في بنيته.
وبالرغم من أن إجراء تنظير البطن هو الحل المناسب الذي يوصي به الأطباء لكشف مشاكل الحوض وعلاجها، إلا أن الأطباء لا يجرونه دائماً خلال تقييم العقم. فالتنظير باهظ الثمن وله بعض المخاطر الجراحية. وعلى الزوجين أن يستشيرا الطبيب عما إذا كان التنظير مناسباً لحالة الزوجة.
ومن مخاطر التنظير النزيف والالتهابات وحدوث الندبات وتعرض الأعضاء الداخلية مثل الأمعاء للإصابات. ولكن هذه المخاطر ليست شائعة.
علاج الزوج إذا أظهر تحليل السائل المنوي للزوج نتائج غير طبيعية فلا بد له من أن يراجع الطبيب الاختصاصي بالمسالك البولية أو الطبيب الاختصاصي بعلاج العقم عند الرجال. وقد يشمل علاج العقم لدى الأزواج المعالجة بالمضادات الحيوية لمعالجة العدوى، أو المعالجة بالجراحة لتصحيح القيلة الدوالية أو فتح الأقنية المنوية المسدودة، أو المعالجة بالأدوية المحرضة لإنتاج النطاف.
وفي بعض الحالات قد لا يظهر سبب واضح لتدني جودة النطاف. وعندها قد يوصي الطبيب الزوجين بإجراء التمنية داخل الرحم. وقد يوصي أيضاً بحقن حيوان منوي واحد داخل البيضة، أو بحقن المني داخل البلازما أو الهيولى. وإذا لم تتوفر أية نطفة فقد يوصي الطبيب باستخراج النطاف من الخصيتين وحقن النطاف داخل الهيولى.
علاج العقم الذي لم تعرف أسبابه توصف أدوية الخصوبة والعلاج بالتمنية داخل الرحم للأزواج الذين لم تُكتشَف أسباب واضحة للعقم لديهم. وتحقق هذه الطرق بعض النجاح. أما إذا لم يحدث الحمل خلال ثلاث إلى ست دورات علاجية فقد يوصي الطبيب بالتلقيح الصناعي في المختبر.
هناك الكثير من خيارات العلاج المتوفرة للزوجين المصابين بالعقم. ويقدم الطبيب لهما شرحاً مفصَّلاً حول فرص نجاح كل علاج. ولكن الزوجين وحدهما هما اللذان يقرران متى يتوقفان عن محاولة الإنجاب. إن اتفاق الزوجين حول أهداف العلاجات المتوافرة ومدى قبولهما لها أمر ضروري جداً. كما أنه من الضروري أن يعرف الزوجان أن مشاعر الحزن والغضب والذنب والقلق وغيرها هي مشاعر طبيعية ترافق العقم. إن مناقشة الزوجين لهذه المشاعر يساعدهما على اختيار الخطة المناسبة لحالتهما.
الخلاصة
تكون العوامل المؤثرة على الخصوبة لدى الزوجين سهلة الاكتشاف والمعالجة أحياناً، وقد تكون صعبة الاكتشاف في الكثير من الحالات. وبعد إجراء تقييم شامل يمكن للطبيب أن يقدم للزوجين فكرة واضحة عن فرص نجاح الحمل لديهما وخيارات العلاج المتوفرة لهما.
إن اختيار الزوجين للعلاج المناسب لهما -إذا توفر مثل ذلك العلاج - أمر شخصي. وعلى الزوجين أن يأخذا بعين الاعتبار عدة عوامل ضرورية عند اختيار خطة العلاج مثل الآثار الجانبية والتكاليف ومخاطر الحمل بأكثر من جنين واحد، وهي مخاطر يزداد احتمال وقوعها عند الخضوع لبعض علاجات العقم.
ومن المفيد أن يضع الزوجان بالتعاون مع الطبيب خطة طويلة المدى قبل البدء بالعلاج، بحيث يتعرف الزوجان على المدة المتوقعة لنجاح أحد العلاجات قبل الانتقال إلى علاج أكثر عنفاً منه، أو يتعرفان على وقت التوقف عن ذلك العلاج. وقد يكون من الضروري التوقف عن علاج معين لفترة مؤقتة في بعض الأحيان ثم معاودته في وقت لاحق.
لقد أدى توافر الكثير من خيارات العلاج في أيامنا الحالية، بما في ذلك تقنيات التناسل المتقدمة، إلى أن يصبح بإمكان معظم الأزواج الذين يعانون من العقم الاستمتاع بتجربة الأبوة.