منذ العصور القديمة، كان الرجال والنساء على حدٍ سواء يقومون بتزيين أنفسهم بروائح مختلفة من خشب الصندل أو الزنبق أو الأزهار البرية. استُخدمت العطور كبيان سياسي، حتى بدأ الإغريق والرمان في إدراك الروائح المثيرة كشكل فني، ما أدى إلى أول إنتاج ضخم للعطور عالية الجودة.
بعض الروائح، مثل رائحة الخزامى وإكليل الجبل، تعود إلى 2000 عام قبل الميلاد، حيث تم تصنيعها في مصنع للعطور القديمة في سايروس. على مدى قرون عديدة، تم استخدام العطور في الاحتفالات الدينية فقط، قبل أن يبدأ إنتاجها للتداول بين الناس في مطلع القرن العاشر في باريس.
في العصر الحديث، أصبح للعطور مدراس ومعاهد يتم فيها تدريب الطلاب على الطريقة الصحيحة لتركيب العطور الأصلية وكيفية تطبيقها لتظل مميّزة ونفاثة. مع ذلك يقع الكثير من الناس في أخطاء عند تطبيق العطور تُفقدها بذلك الرائحة النفاثة ولا تدوم كما هو مفترض.
في هذا المقال، تعرّف على أكثر السلوكيات الخاطئة شيوعًا عند تطبيق العطور..
سلوكيات خاطئة شائعة في رش وتطبيق العطور!
رج زجاجة العطر
يعتقد معظم الناس أن رج زجاجة العطر يعمل على مزج مكّوناته قبل استخدامه. إن كُنت تُمارس هذا السلوك، فتوقّف عن ذلك، ذلك لأن رج زجاجة العطر قبل استعمالها يعمل على خلط مكوّناته مع الهواء، ويؤثر ذلك على التركيب الكيميائي وقد يُغير من الرائحة.
الاحتفاظ بالعطور في الحمام
تعامل مع العطر كأنه كائن حي يُعاني من الحساسية! السلوك الشائع لدى معظم الناس هو الاحتفاظ بالعطور في رف خاص بالحمام. لكن تخزين العطور في الحمام في درجات حرارة مرتفعة عادةً ونسبة رطوبة مرتفعة يؤدي إلى تغيير الخصائص الكيميائية للمواد المكوّن منها. بدلًا من ذلك، احتفظ بالعطور في مكان جاف ومُعتم، وأنسب مكان هو تخصيص رف خاص لها في غرفة النوم.
تطبيق العطر على المناطق الخطأ
من الخطأ رش العطر على الملابس. الأمر لا يتوقف فقط على إتلاف الأقمشة، بل ستفقد الجزء الأكثر أهمية من ذلك، الرائحة! حرارة جسمك هي المنشّط لانبعاث رائحة العطر، والتي تُحمل مع تدفّق الدم في العروق القريبة من الجلد. يُعتبر الرسغ والعنق وخلف الأذن والانثناء خلف مفصل الركبة، وحتى منطقة القلب، أفضل الأماكن لرش العطر، حيث تُعطي تأثيرات طويلة الأمد للرائحة.
ترطيب البشرة أو الشعر قبل رش العطر
عادةً ما يقوم الناس باستعمال مستحضر ترطيب للبشرة أو الشعر بعد الخروج من الحمام على افتراض أنه خالٍ من العطر، ثم رش العطر على الجلد المرطّب قبل ارتداء الملابس. إن كُنت تقوم بذلك، فتوقف عن ذلك! عادةً ما تُصنع الكريمات بإضافة مواد عطرية حتى تمنح جسمك الرائحة الجميلة، ولا تكون بحاجة إلى إضافة عطر. إن كُنت تريد رش العطر قبل ارتداء ملابسك، فلا تستخدم كريم مرطب، بل استثمر ماء العطر نفسه لترطيب الجلد.
فرك العطر بمعصميْك
كلنا مُذنبون في ذلك! إن رش جوهر عطرك على معصميْك ثم فركهما معًا يُعتبر جريمة بحق العطر! أنت تعتقد أنك بذلك تُولد حرارة إضافية لجعل الرائحة فوّاحة أكثر، لكنك في الحقيقة تقوم بتدمير مكوّنات العطر! إن فرك العطر بهذه الطريقة يؤدي إلى خلط المواد الكيميائية العطرية المكوّن منها وتغيير تركيبتها الكيميائية، ما يُفقدها الرائحة الأصلية ولا يجعلها تدوم كما هو متوقع.
شراء عطور ذات أحجام كبيرة
العدو الأول للعطور هو الأكسجين في الهواء الجوي. عندما تقوم بشراء عطر، احرص على أن تختار عطور ذات أحجام صغيرة نسبيًا حتى تستهلكها في فترة قصيرة وبذلك تستفيد من الرائحة الأصلية للعطر قبل اختلاط جزيئاته بالهواء. أما إن كانت زجاجة العطر الخاص بك كبيرة الحجم، يُمكنك أن تقوم بتفريغها في زجاجات أصغر حجمًا ثم تخزينها في مكانها لتدوم فترة أطول