-
بدأ كوخ في التفكير في رسم تلك اللوحة في أبريل/نيسان 1888. حيث قال في رسائله لأخيه ثيو بتاريخ 9 أبريل/نيسان إنه يريد أن يرسم «ليلة مضيئة بالنجوم مع أشجارالسرو». وفي رسالة أخرى بتاريخ 18 يونيو/حزيران لصديقه إيميل بيرنارد يتساءل: «متى سأرسم سمائي المضيئة بالنجوم، تلك الصورة التي تشغلني باستمرار».
بعدها قام فعلًا فان جوخ برسم لوحتين لسماء مرصعة بالنجوم في سبتمبر/أيلول 1888 وهما «شرفة مقهي في الليل» و«ليلة مضيئة بالنجوم على نهر الرون». ولكن كانتاأكثر اقترابًا من الواقع عن الخيال، فلم يعادلا الصورة التي تشغل خياله دائمًا. وهو ما عبر عنه في خطاب لأخيه في 28 سبتمبر/أيلول يقول فيه «ما زلت أتمنى أنأرسمها».
لوحة «شرفة مقهى في الليل» (اليمين)، لوحة «ليلة النجوم على نهر الرون» (اليسار)
و اخيراً قام برسمها في عام 188، خلال إقامته التي استمرت 12 شهرًا في ملجأ سان بول دو موسول بالقرب من سان ريمي دو بروفانس في فرنسا، حيث كان فانجوخ يشاهد الليل من خلال النافذة بينما كان يقوم برسم لوحته خلال ساعات النهار من ذاكرته وتخيلاته
ووصف اللوحة لأخيه في يونيو/حزيران 1889 أنها «ليست عودة للأفكار الرومانسية أو الدينية» فيقول:
"
هذا الشعور بعيد تمامًا عن اللاهوت. فالحقيقة أن أفقر الحطابين أو الفلاحين لديه لحظات من العاطفة والإلهام التي تعطيه الإحساس بالمسكن الأبدي… في بعضالأحيان، يوجد شيء لا يمكن وصفه في تلك الجوانب، فالطبيعة كلها تبدو وكأنها تتحدث. وبالنسبة لي، فإني لا أفهم لماذا لا يرى ذلك كل شخص، ولماذا لا يحس به؟فالطبيعة أو الإله يفعل ذلك لكل من لديه عينان وأذنان وقلب ليفهم."
إلا انه من الواضح أنها صورة دينية تجسد دوافع نفسية شعورية عنده. والتي لم تجد لها متنفسا بعد فقدانه للإيمان المسيحي الكنسي فقد كان فان جوخ يرسم كأنهيخوض غمار تجربة دينية روحية يتصل فيها بالطبيعة وبالقوى المطلقة وراء تكوينها وبما وراء العالم وبالرغبة في تغيير الواقع تغييرًا اجتماعيًا أخلاقيًا. لقد كان الفن حياته ومهمته الروحية.
وفي الحقيقة قد اخذت لوحة starry night او اليلة المضيئة حيزاً لا بأس به من نتاج النقاد وعلى مر الزمان ، منهم من اعتبرها لوحة تبعث على الحيوية والامل والاخر رجح انها تعبير عن الكآبة والبؤس نظراً لوجود شجرة السرو الي تربط بين الارض والسماء والتي كانت تزرع في المقابر آن ذاك .