تمهيد
أعتقد أنه قبل البث في القيمة العلمية لهذا المصطلح في صيغته العربية الايجابية لساني والسلبية غير اللساني , وجب العودة الى أصول المصطلح نفسها , ووجب فهم المصطلح في ذاته , ومن أجل هذا سنسرد بعض المقالات المتعلقة بهذا الموضوع والفاعلة فيه أو المؤثرة على فهمه و ادراك حمولته المعرفية .
قبل السرد والتمهيد , تجدر الاشارة الى أن ما سنسجله هنا هو رد وتوضيح ونقد وتصحيح لما هو سائد من أدبيات وصفت المصطلح بشكل خاطئ تماما , و اشتغلت عليه منذ عقد الثمانينيات الى يومنا هذا .
ان واضع اللسانيات كما هو معروف عند علماء اللغة واللسانيات في الشرق والغرب هو فيردينان دو سوسور في كتابه ( محاضرات -دروس - في اللسانيات العامة ), و المعروف أيضا عن هذا العالم السويسري , أنه شغل منصب أستاذ اللسانيات العامة^1 في الكولوج دو فرنس او مدرسة العلوم التطبيقية العليا , وهو مؤسسة راقية بفرنسا , كما شغل استاذا لعلم الاصوات الهند اوروبي في بلده الاصل وكان على علم بعدد من اللغات الغربية , ترك هذا العالم لحد علمي ثلاثة أعمال في اللغة و اللسانيات .
1- الاول أطروحة دكتوراه تم انجازها في القرن 19 وموضوعها المصوتات - أو كما تمت ترجمتها في العالم العربي بمصطلح الصوائت وهو لفظ اصطلاحي خاطئ علميا- في اللغات الهند أوروبية , النموذج التطبيقي للدراسة كان هو اللغة الليتوانية .
2- ثانيا كتاب آخر عثر عليه كمخطوط في فترة الستينيات من القرن الماضي على أدراج مكتبة الكلية التي كان يشتغل بها , عرف الكتاب بعد التحقيق بعنوان ( دفاتر سوسور ) وموضوعه هو الانغرام, والانغرامات كثيرة و متنوعة وهي ما يطلق عليه العرب القدماء مصطلحات متعددة مثل الجناس التام ,و الجناس غير التام والتصريع والترصيع و التسويم والتحجيل والتطريز هذا كله وغيره يدخل ضمن الانغرام عند سوسور , قرأت عن هذا الكتاب , لكني لم أطلع عليه مباشرة والذي ظهر لي أنه كتاب في علم الفونولوجيا التطبيقية , وهو في باب لسانيات الكلام كما سنشرح لاحقا .
3- أما الكتاب الثالث فهو مدار الحديث عندنا هنا أي ( دروس في اللسانيات العامة ) ,
يميز هذا الكتاب ميزات وخصائص متعددة :
سنذكر بعض تلك الخصائص مع ذكر ووصف الفهم اللساني السائد للسانيات سوسور وكتابه عند العلماء االلسانيات العرب المحدثين .
1- أن كتاب المحاضرات من تأليف طالبين من طلبة سوسور , أي أن الكتاب عبارة عن محاضرات نقلها الينا أعين وقلم وفكر طالبين من طلبة العالم السويسري سوسور , فيجب علينا أن نأخذ هذا بعين الاعتبار العلمي عند قراءة سوسور أو ترجمته , وهو ما لم نقرؤه ( شخصيا ) او نطلع عليه في الغرب سواء باللغة الفرنسية أو الانجليزية ولم يتحقق في الترجمات العربية , بمعنى آخر أن علماء اللسانيات في الغرب والى يومنا هذا لم ينتبهوا او لم يهتموا بقراءة الطالبين لمحاضرات أستاذهم دي سوسور ولم يحققوها , صحيح ان كتاب المحاضرات جاء حاملا لفكر سوسور اللغوي , اللساني , و الكلامي ولمنهج سوسور ومصطلحاته وأدواته الاجرائية بشكل علمي أمين , لكن هل نقل هذان الطالبان حمولة ومضمون المصطلحات العلمية عند سوسور جاء بشكل علمي دقيق ؟؟ وهل هناك تذييلات او ملحق يدقق النظر في الحمولة العلمية لمصطلحات سوسور اللسانية كما نقلها تلامذته أو كما أبدعها سوسور نفسه ؟
2- يعد هذا الكتاب وصاحبه الاصل في الغرب و عند علماء اللغة واللسانيات في الغرب , معنى ذلك انه يشبه الاصول عندنا في الثقافة اللغوية العربية أي الخليل وسيبويه رحمهما الله . الاعتداد بكتاب سوسور كأصل تجده في أول كتابات بلومفيلد و أول كتاباتات تشومسكي وغيرهم من علماء اللغة واللسانيات في الغرب من دون استثناء .
3- يعد هذا الكتاب الاصل سببا في ظهور العديد من حقول المعرفة العلمية الانسانيةفي الغرب او هو القاعدة التي انطلق منها التطور في عدد آخر من العلوم الغربية , مثل السيميولوجيا , وعلم النفس الاكلينيكي , وعلم المعرفة العصبي , وعلم الاناسة والبلاغة الغربية والاسلوبية واللسانيات الحاسوبية وغيرها كثير .
4- يعد هذا الكتاب أول نظرية لسانية انسانية علمية صحيحة , في تاريخ اللغة البشري , ويمكن تطبيق نظرية سوسور على كل اللغات البشرية دون تحفظ .
5- تقوم هذه النظرية على مبادئ ثلاثة هي اللغة واللسان والكلام , وتميز هذه النظرية بين ( لسانيات اللسان ) و ( لسانيات الكلام ) , هذا التمييز لم يحدث من داخل المدارس اللسانية الغربية بمجملها فالاحرى اللسانيات العربية التي مسخت هذا العلم مسخا كليا , يظهر ذلك جليا في الخلل والاضراب الحاصل في تعدد المناهج والمدارس والمضامين و المصطلحات المنقولة أو المترجمة بما في ذلك مصطلح اللسانيات نفسه .
6- لا يستطيع أحد الادعاء في الغرب او في العالم العربي أنه مارس اللسانيات كما نظر لها صاحب الاصول في المحاضرات , والمقصود هنا لسانيات اللسان , لانها هي الموضوع العلمي الوحيد لنظرية سوسور أو هي النظام الاساسي للغة بتعبير جاك لكان . أما لسانيات الكلام فكانت ولا زالت حمار اللسانيين في الشرق والغرب ومنها لسانيات تشومسكي و وظيفية جاكبسون ومارتني وتوزيعية بلومفيلد ... أما في العالم العربي, فقد اعتبر أساتذة اللسانيات العربية لسانيات الكلام هي العلم الحقيقي للسانيات , ويعود سبب ذلك الى الترجمات الرديئة لكتاب سوسور الى العربية , كل من ترجم او تناول كتاب سوسور اعتقد ان مصطلح اللسان عنده هو اللغة , فقابل اللغة باللسان وجعل اللغة مقابل الكلام , في حين يعتبر سوسور اللسان والكلام ثنائية تقع تحت اللغة او تشكل اللغة الانسانية , في غياب فهم هذه الثنائية ( لسان / كلام ) , و في غياب فهم وتمييز بين لسانيات اللسان ولسانيات الكلام يصعب وضع نظرية علمية عربية في اللسانيات . كل ما فعله علماء اللسانيات العرب وفي الغرب أيضا , يمكن تصنيفه في خانة لسانيات الكلام, فهناك من اتخذ منهجا او مدرسة ما لبناء لسانيات عربية مثل الفاسي الفهري او احمد المتوكل , وهناك من قدم خليطا او توفيقا بين المعارف اللسانية الكلامية مثل د. محمد الاوراغي في اللسانية النسبية , ود. عبد الرحمان بودرع في اللسانيات النصية السياقية أولسانيات الخطاب . ان الصورة العامة حول اللسانيات العربية الحديثة تكشف عن خلل في التصور والتطبيق , ينكشف هذا الخلل كلما اقترب الباحث اللساني العربي من المستوى الصوتي او الصرفي فانه لابد من أن يخطئ علميا , ويعود سبب ذلك الى طبيعة المستوى الصوتي , ففيه تظهر الحقائق العلمية على طبيعتها, لان الاصوات والحركات مادة غير قابلة للتأويل أو التقدير أو التفسير او التوهم أو التصور الافتراضي وانما هي مادة محسوسة يمكن قياسها وضبطها علميا من داخل المختبرات أو لنقل أنها تخضع للوصف العلمي , بشرط ان تخضع للمنهج السكوني التزامني عند سوسور ومن باب لسانيات اللسان وليس من باب لسانيات الكلام أي من مدخل النظام , وهذا المقياس لا ينطبق على المستوى النحوي او البلاغي او الصرفي او العروضي بسهولة الا بالاعتماد على نتائج المستوى الصوتي و بواسطة نفس المنهج . والقارئ لكتاب سوسور ولتمييزه الدقيق بين اللسان والكلام , و تمييزه في فصل قائم بذاته بين لسانيات اللسان ولسانيات الكلام سيكتشف قيمة المنهج السكوني في الكشف عن علمية المنهج بين ثنائيات سيبويه ( البناء والاعراب والاصل والفرع , وغيرها كثير ) وثنائية سوسور ( الدال والمدلول والعلامة والمرجع , والتأليف والانتقاء و التزامن والتعاقب والقيمة والوظيفة والتباين والتماثل ^3... ) . ولم أقرأ على المستوى النظري من داخل العالم العربي لاحد من علماء اللسانيات العرب كتابا أو مقالا يشرح او يفصح أو يصف نظرية سوسور اللسانية وصفا علميا الا كتاب ومحاضرات الدكتور عالم الاصوات اللساني المغربي حنون مبارك ( مدخل لسانيات سوسور ), أما على المستوى التطبيقي فان حنون مبارك خرج عن القاعدة التي رسمها هو نفسه في كتابه السابق عن القاعدة الذهبية عند سوسور التي تظهر في التمييز الذي أقامه بين لسانيات اللسان ولسانيات الكلام , ألم يدرك الدكتور حنون مبارك الفرق بين اللسان والكلام؟ وهو اللساني الوحيد في العالم العربي الذي نقل ذلك التمييز ونقل نظرية سوسور بدقة علمية واضحة , أم قضية المنهج السكوني كانت عنده غير واضحة ؟ * في الاعمال التطبيقية , الورقة التي قدمها للندوة الدولية الاولى لجمعية اللسانيات بالمغرب (21-24 ) أبريل 1987 والتي قدمها أيضا في ندوة ( تحليل النص بين الوصف والتفسير والتأويل ) بكلية الاداب بفاس, (16-18 ) أبريل 1992 *, وفي كتابه ( في الصواتة الزمنية , الوقف في اللسانيات الكلاسيكية)* ندرك جيدا ومن خلال عناوين ومضامين هذه الاعمال وعلى أهميتها العلمية أن د. حنون مبارك لم يستند على أساس علمي صحيح يفضي به الى نتائج علمية صحيحة أي أنه لم يعتمد على مفهوم اللسان ولا على مفهوم النظام اللساني , و أنه سقط في شباك علم الاصوات التشكيلي الوظيفي , وانساق مع اعمال الفونولوجيا الغربية , ونتائج الفكر الصوتي العربي القديم الذي أعتبر نتائجه تدور ضمن فونولوجيا عربية اصيلة لكنها لا تؤسس لعلم قائم بذاته ,ودليل ذلك الاضطراب الواضح الذي ورثناه من هذا التراث الذي لم يفصل من داخل سياقه العلمي الثقافي بين علم الاصوات وعلم النحو وعلم الصرف وعلم البلاغة وعلم القراءات وغيرها كثير فصلا علميا منهجيا , لكنه في نفس الان ضم حقائق علمية موزعة هنا وهناك لم أجد لها مثيلا في الفكر الصوتي الغربي لحد الان , أما على المستوى التطبيقي العملي أيضا , فلم أقرا الا ثلاثة بحوث في شكل مقالات يتيمة , الاول للدكتور مصطفى صفوان في البلاغة العربية , وقد نشر البحث في مجلة الكرمل الفلسطينية في بداية التسعينيات وتطبيقاته على محدودياتها كانت ناجحة*, أما العمل الثاني فهو للدكتور أحمد عليوة من جامعة القاضي عياض بمراكش (عن مشكل الصوائت المركبة في اللغة العربية ) *, مع استعمال مصطلحات علم الاصوات الغربية , مصطلحات سوسور وأرسطو - وان كان الباحث لا يعلم ذلك أو لم يصرح بذلك أو غاب عنه ذلك - و مصطلحات ج . كانتينو , يحدث اضراب في التحليل والنتائج , فالمنهج غير معلن وغير واضح , والتمييز بين علم الاصوات ( الفونيتيك ) وعلم الاصوات الوظيفي ( الفونولوجيا) واضح , وتأتي النتائج صحيحة علميا حين يستند الباحث على علم الفونيتيك ويكشف عن نتيجة علمية مهمة وهي أن الصوائت المركبة غير موجودة في النظام الصوتي العربي , وعكس ذلك يحدث حين يعتمد الباحث على الفونولوجيا , فيكتشف ان للصوائت وجود في النظام الصوتي العربي , وهذا الناتج به تناقض صارخ و واضح , سببه أن المقاربة الفونيتيكية قائمة بشكل آلي على مفهوم اللسان عند سوسور ( أي النظام ) , وهو ما سيؤدي بالضرورة الى نتائج صحيحة , أما المقاربة الفونولوجية فهي قائمة على لسانيات الكلام اي على الاساس التشكيلي والوظيفي للاصوات , وهو ما ادى الى نتائج تقول بوجود الصوائت المركبة , والحقيقة العلمية تقول أن لا وجود للصوائت مفردة كانت أم مركبة , فالصائت مصطلح أرسطو على خطأ , رغم ذلك علم الاصوات الغربي لا زال منشغلا بهذا المفهوم الذي لا وجود له في اللغات العالمية , أما البحث الثالث فهو لدكتور محمد أمنزوي من نفس الجامعة ( القاضي عياض ) بمراكش , وهو لم يستعمل مصطلح الصوائت المركبة , وقد استعمل مصطلح ( أشباه الصوائت ) وكانت دراسته تصنيفية تعريفية وصفية لم تعتمد على اي منهج , ونتيجتها الرائعة هي الكشف عن الخلل والاضطراب القائم في علم الاصوات العربي الحديث من خلال اضطراب وتشتت وغموض المصطلح , توصلنا هذه النتيجة بطريق غير مباشر الى الاضطراب والخلل القائم في علم الاصوات العربي القديم , وهو ما لم يشر أو ينتبه اليه الباحث الكريم , مقالات قليلة وصلت الى ما لم تصل اليه كتب تمام حسان وعبده داوود و محمود السعران وكمال بشر ورمضان عبد التواب وغيرهم كثير ,
6- رغم الاستفادة الغربية من نظرية سوسور وادواته ومصطلحاته في الكثير من الحقول العلمية في الغرب , فانه لم تتم قراءة نظرية سوسور اللسانية بالشكل الذي تستحقه تلك النظرية علميا في الحقل اللغوي واللساني . بل تم تجاوزها في اللسانيات الانغلوساكسونية واللسانيات السلافية وتم اعتبار اللسانيات فيهما علما رديفا ومقابلا للغويات فقط ^4 او للفيلولوجيا او لفقه اللغة , رغم الاستفادة من المصطلحات و الادوات الاجرائية عند جماعة الابوياز ( حلقة موسكو ) وجماعة الشكلانيين الروس والمدرسة التوزيعية والتوليدية والوظيفية , فان هذا اقتصر على المستوى الصوتي فقط . ولم يتم الاهتمام بالنظرية اللسانية من داخل اللسانيات الفرنكوفونية بالشكل العلمي الذي تستحقه , وأهم من استفاد من هذه النظرية بشكل مباشر وعملي وعلمي هو عالم النفس الاكلينيكي الفرنسي جاك لاكان ^5-. اما المدرسة الكندية فقد جمعت بين التصور الانغلوسكسوني والسلافي من جهة والتصور الفرنكوفوني من جهة ثانية , ولم تفلح في الوصول الى النقطة المضيئة في نظرية سوسور كما سنشرح لاحقا , وهذا معناه أن نظرية سوسور في اللسان بقية حبيسة دفتي كتابه .
7- تشكل نظرية سوسور قطيعة معرفية مع التراث اللغوي الغربي فيما قبل ظهور نظريته , جاءت نظريته تجاوزا لاعمال النحاة الجدد والنحو التقليدي والنحو الصوري والفيلولوجيا و فقه اللغة المقارن .
جاءت نظرية اللسان كنتيجة علمية للتكوين العلمي الذي حظي به سوسور ونتيجة للبيئة العلمية داخل البيت والاسرة , اذ حدث تهييئ سوسور منذ الصغر ومن داخل مختبرات العائلة كي يصبح عالما في البيولوجيا او الفيزياء وعلم الصخور والجيولوجيا اي في العلوم البحثة - هذا يذكرنا بعلماء اللغة العرب التجريبيين مثل الكندي وابن سينا وابن مضاء القرطبي والفخر الرازي - لكن اختياراته فيما بعد أخذته نحو اللغة الانسانية , الحقيقة ان منهج سوسور السكوني التزامني مصدره تلك الفترة التي قضاها سوسور بين المختبرات في بيت العائلة , وله مصادر اخرى يصعب الاحاطة بها هنا ^6 , ان قيمة النظرية جاءت من هذا المنهج الذي لم يطبق أبدا في الغرب او في العالم العربي , اذ في العالم العربي تمت ترجمت وفهم المنهج السكوني بمصطلح التزامني الذي يقابل المنهج التعاقبي التاريخي (انظز المنهجالتاريخي عند ولفونسون على سبيل المثال لا الحصر ) , وهو المنهج الذي كان سائدا في اوروبا انذاك . فتم الاعتقاد ان السكونية هي التزامنية وان المنهج التزامني يقوم على الوصف في مقابل المنهج التعاقبي الذي يقوم على السرد ,أي أن سرد المعطيات العلمية حول اللغة يتم ضمن حركة التاريخ , فاذا كان المنهج التاريخي يرصد المادة اللغوية ضمن حركة التاريخ فان المنهج السكوني يستبعد بشكل مطلق حركة اللغة التاريخية من اجل ضبط المادة اللغوية علميا ,ولن يتم هذا القبض الاني والمتزامن لنفس المادة اللغوية الا في حالة سكون , وهنا يضرب المنهج السكوني فكرة الاصل والاصول , فالاصول عند سوسور لا تخضع لمعيار الزمن ولا للاقدمية في الزمن وانما تخضع لمقياس الحقيقة العلمية من داخل المختر , اي في اللحظة التي تكون فيها الظاهرة اللغوية في حالة سكون وتباث , آنذاك يمكن للعالم استنباط القواعد والقوانين المنظمة للغة وهو ما ساعد سوسور على الوصول الى ما اطلق عليه هو نفسه مصطلح اللسان ومصطلح النظام . ان الوصف حادث في كل الحالات سواء في الان او في الزمن الماضي ,و وصف الظاهرة اللغوية في الزمن الحالي امر ممكن لكن لا يتحقق الوصف علميا الا اذا كان وصفا يقوم على مبدا السكوني , والسكون ليس هو الحركة ^7 .
* سنتعرض الى هذه المقالات وتلك الكتب في مقال منفصل , لنصف بشكل علمي ما حدث داخل علم الاصوات العربي القديم والحديث والغربي معتمدين فقط على مفهوم اللسان عند سوسور وعلى منهجه السكوني .
* ان ما سجلناه هنا هو الخلفية العلمية التي من أجلها كتب الدكتور حمزة بن قبلان المزيني كتابه ( مراجعات لسانية ) في ثلاثة أجزاء .