.
تَحْتَ أحجارِ الروح
يقعُ فَحْمُ الرغبات التي كانت أشجارا
تختبيء اللؤلؤة واللغم
وأنتَ تحاول أن تَعبُرَ جِسْراً من الجسد إلى الحقيقة
تجتاز حُزنَ الحليبِ الذي ليس بمقدوره أن يتخلصَ من عُبودية الجرَّة
والأمومة التي لا تستطيع الفرارَ من صَلْصَلةِ النهد إلى مَجرَّة الرموز
أنت ابنُ المسافة المهاجرة بين السُّرَّةِ والحَلمة
بين الموت والأبدية المغتربة في سماء الرضاب
الخوفُ يدفع السلاحفَ العمياءَ إلى طريق الماء
بمجرد أن تفقس تحت الرمال
– بعضها يموت في الطريق –
يدفن الدِّبَبَةَ الرضيعةَ تحت الجليد
يُلقِّنكَ كل التصورات الممكنة عن القبور والريحان
عن ذاتك التي لا تَصِيرُ نخلةً حين عاصفةٍ / وَلَاتَ موسيقى
والآلهةِ المختبئةِ في حواصل الأفراخ
ليس عن الموت كَلَغَمٍ يهدد كُلَّ إنجازٍ/ يسأل السَّنْطُ المُجَنْزَرُ بذكرياته
وإنما كَحُضورٍ جَنينيٍّ في رَحِمِ اللحظة المُهَرْطِقَةِ
لتعود راضخةً لموقعها الرتيب في المعجم الكاثوليكي للزمان
العودة إلى الطفولة – كنبعٍ تولد فيه يرقات الأحلام والخرافات العذبة –
لا تعيد لظبيٍ قَدَمَهُ المبتورةَ
ليس حَلاًّ أن يَجُرَّ شِبلٌ أمَّهُ الميتةُ من الجَرفِ لينام في حضنها
أو يصرخ السِّمَّانُ في الصحراء ليبني طاحونةً من هديل وحدتها
الجنس المشاعي لهذه الكائنات قد يكون مفيدا
في بقاء النوع
في نجاح روايةٍ للأجيال
يتعاقب فيها الأبطالُ متبادلين المتن والهامش
بين المهد واللحد
بين خِفَّة ِالجَبل وكثافة الفكرة
لكنه لا يردُّ للقِبَاءِ ملامحَ بنَّائيها .. ولا أصواتهم المدفونة
في خشخشة النجيل حول الأسوار
لا يمنح البيوتَ القديمةَ تجاعيدَ أهلِهَا الراحلين
لا يحفر نَفقاً في زنزانة القلب إلى عُشب البراري
لا تصلح الكتابةُ أن تكون جبَّانةً لنفايات الذكرى
للكِتَّان الحزين برائحة المَحبَّة المُدخَّنةِ لبُوصٍ يحترق
أقصى الغابة
وراء الروح المُغَرْبَلَةِ بحنينها كَلافِتةٍ مدروزةٍ بالرصاص
وراء الملح والعظام
زاحفةً في سراديب أعوامك
تفتش عن لؤلؤة ممسوسة
تبحث عن الحجر الذي
يرقد تحته الزلزال .
منقوول