.
أخرج من الكلماتِ إلى الغابة ؛
ومن الغابة إلى الكلماتِ،
من الكلمات إلى الرياح.
أخرج لأجد لحظات هادئة للإلهام
كأمراة كلاسيكية تجلس بأناقة مفرطة
وتكتب رسائلها عن العزلة
أو مثل فتاة ترتدي فستاناً رمادياً باهتاً،
يشد الخصر ويغطي على مغلفات الفقر،
وتشطف كاحلها على حجارة المد المضطرب،
لتصبح نظيفة وجميلة كأمسيات الخريف في “كردفان “
أنظر في ازدراء لبتلات غيابك الذابلة!
وأتجاهل كل لمسة وجيزة من الكآبة.
وكل رجفة وراء الصمت.
الغياب المفاجئ أعمق وأكثر مرارة من الموت.
أتشاغل بقراءة عزرا باوند لتغطية أحلامي الأسبوعية!
لأنني لا أجيد قراءة الصحف،
ولا أحسن التعود على طبقات الكذب العميقة في الأعلام !
أقول لنفسي: لن أغفر لك هذا الفراغ الجديد،
لأنكَ تركت قدمي الحافية ترتج في منفضة الملل،
وأنت تعلم أن شفاهي توفر الألحان لتلك المشاعر البعيدة!
وحسابي المصرفي الركض في شوارع اللغة ؛
وجر سيقان الصمت من بين طبقات الصخب الدافئ !
أخرج للغابة لاقتنص بمخلب شغف العشاق كلمة رقيقة،
تنام تحت كلمة أخرى
يمكن لها أن تصبح أي شيء
مكثفة مثل الخطوط الفاصلة بين الحاجبين
أو أصابع عاشق تمتد طويلة ورقيقة
تتحسس النسيان غير المؤكد
والأوهام الفاسدة
وترتق الفستان الرمادي الباهت!!
____
#كردفان.. ولاية بغرب السودان..وتشتهر بالرمال البيضاء ويطلق عليها ايضا أسم عروس الرمال
منقوول