.
لحسن الحظ أن الخاتمة كانت مفجعة
وإلاّ لما إستطعت أن أميّز بين الشعراء والأسرى
في المعركة التي توشك أن تقع
الشعراء يحملون بأيديهم خناجر
بينما الأسرى يكتفون بالمحاولات الفاشلة لفك القيود
هم على غير العادة ينتحبون نحيبا يابساً
تؤازرهم خطاياهم بالدمع
وينكسرون
أعرف شكل المنكسر من رائحة جلده
فهو يتعرّق عند أول درجة في السلّم
ويلهث كما لو أن أحداً يطارده ليسلب منه الهواء
أعرفه من إرتجاف يده
ورماد سيجارته الذي يمتد من شفتيه
كما لو أنّه يربّيه في اللفافة
أعرفه من بحّة صوته في الرجاء
ويعرفه الآخرون عندما يفقد شهيته للغناء
المنكسر الذي يموت في الطريق إلى الحنفية قبل أن يغتسل
المنكسر الذي يكتب القصيدة ويمحوها عشرات المرات
المنكسر الذي يخبيء أولاده تحت سرير الحياة
لحسن الحظ أنها خاتمة مفجعة
المعركة توشك أن تقع
ضاربو الطبول سيأخذونني إلى أعلى المئذنة
ويقرعون رأسي بعصيهم المسنونة
و النفير سينطلق من جسدي النحاسي
لم يخلقني الله بوقاً
فقد حلمت أن أكون ناياً معلقاً في سرج
أو جرساً صدئاً على سطح كنيسة
أن أهرش شعر الفرس الهزيلة في الأسطبل
وألمع خلخالها بحموضة النبيذ
كمن يقول للقناني الفارغة:
كم أنا سعيد بالنهايات المفجعة .
منقوول