.
سنموت بعد قليل
……
أعيش مع أشباح ماتوا من فترة ليست طويلة ، أسير بينهم بخطى متثاقلة ..
أحيانا تظهر وجوهم بيضاء نقية أحيانا حانقة غاضبة …
أحدهم يغلي القهوة أحدهم يشرب الشاي أخر يقف أمام المرأة …
أحيانا أحدهم يحاول أن يتشاجر معي.. يحملني مسؤلية ما جرى ما يجري..
يقول كل من بقي على سطحها مسئول إلى أن يموت عبثا ..
أدقق في ملامحهم لا يملكون منها غير صفرة البرتقال أو الموت
أو أنني أنظر إليهم من الزاوية الخطأ
يصعب علي رؤية وجوههم ولكن أستطيع أن أميز بأنهم سعداء وهم يتجولون في بيتي
ملامحهم غير واضحة.. لكن مشاعرهم واضحة هم سعداء يريدون البقاء لوقت أطول
لم تزعجني الأشباح التي تشاركني بيتي لأنها صامتة مثلي
هم لا يتركون أي أثر وراءهم لكن ماذا أفعل بهذا الشبح الصغير
الذي لا يتوقف عن إثارة الضجيج والثرثرة بكلام أفهمه تارة وكلام لا أفهمه تارة أخرى
لا مجال هنا للاستعارات والمجازات ابتساماتهم تلتهم المعنى.. تعبر شوارع اليقين..
تغير شكل العالم بحثا عن حض وطن يدفنون رؤوسهم به كلما أصابهم الخوف
عندما يقذفك الجميع إلى أحضان الحرب يصبح الموت وحده وحدة قياس للحياة
ونصبح جميعنا بحكم الموتى نحن وإن كنا على سطحها نمشي
ولكننا أشباح أيضا .. مثلهم تماما
ولكن بقي لنا قبضة واحدة من هذه الحياة .. لذلك انتظرونا
سنموت بعد قليل
منقوول