قال رسول الله (ص) أيها الناس اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرة فؤادي ومهجتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض الا واني لا أسئلكم في ذلك الا ما امرني ربي أن أسئلكم عن المودة في القربى فاحذروا أن تلقوني غدا على الحوض وقد آذيتم عترتي وقتلتم أهل بيتي وظلمتموهم ولا شك ان مودة ذوي القربى واكرام العلويين والسادات من أقرب القربات والفوز بها أشرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة.
في الخصال قال رسول الله (ص) اني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا رجل نصر ذريتي ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق ورجل سعى في قضاء حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا أو رجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ذكر ابن الجوزي وهو حنبلي المذهب في تذكرة الخواص أن عبد الله بن المبارك كان يحج سنة ويغزو سنة ودام على ذلك خمسين سنة وخرج في بعض السنين للحج فرأى امرأة علوية على بعض المنازل وهي تنظف بطة ميتة فتقدم إليها وقال لم تفعلين هذا؟ فقالت يا عبد الله لا تسئل عما لا يعنيك قال فوقع من كلامها في خاطري شئ فألححت عليها في السؤال فقالت يا عبد الله قد ألجئني أن اكشف سري إليك انا امرأة علوية ولي أربع بنات علويات يتامى مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما اكلنا شيئا وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها واحملها إلى بناتي ليأكلنها قال فقلت في نفسي ويحك يا بن المبارك أين أنت من هذه الفرصة قلت افتحي ازارك فصببت الدنانير في طرب ازارها وهي مطرقة لا تلتفت قال ومضيت إلى المنزل ونزع الله عن قلبي شهوة الحج في ذلك العام ثم تجهزت إلى بلادي

وأقمت حتى حج الناس وعادوا وخرجت التقي جيراني وأصحابي فجعلت من أقول له قبل الله تعالى حجك وشكر سعيك يقول وأنت قد قبل الله حجك وشكر سعيك اننا قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا وأكثر الناس علي في هذا القول فبت متفكرا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في منامي وهو يقول يا عبد الله أغثت ملهوفة من ولدي فسئلت الله عز وجل أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة فان شئت أن تحج وان شئت أن لا تحج هذا ثواب من ترك حجه وأغاث بنفقة حجه ملهوفة من بنات رسول الله صلى الله عليه وآله ليت شعري ما حال من سمع حنين الملهوفات من بنات رسول الله وهم يستغيثون ويستجيرون فما أغاثهم وما أجارهم أحد بل سلبوا برودهم.
قال الصادق عليه السلام إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيها الخلائق انصتوا فان محمدا صلى الله عليه وآله يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي صلى الله عليه وآله ويقول يا معشر الخلائق من كان له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه فيقولون فأي يد وأي منة وأي معروف لنا بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق فيقول من اوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبعهم فليقم حتى أكافيه ويقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النداء من عند الله عز وجل يا حبيبي يا محمد قد جعلت مكافأتهم إليك فاسكنهم حيث شئت من الجنة فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد فعلى هذا من اوى أحدا من ذرية نبيه صلى الله عليه وآله وأشبعه أو كساه اسكنه الله ورسوله مع نبيه في الجنة

من كتاب شجرة طوبى

الشيخ محمد مهدي الحائري ج1