تشغيل شحن الحافلات أثناء سيرها تجريبياً في «دبي للسيليكون»
الإمارات اليوم



دشنت هيئة الطرق والمواصلات التشغيل التجريبي لمشروع الشحن اللاسلكي الديناميكي للمركبات والحافلات الكهربائية أثناء سيرها دون توقف، بتقنية الرنين المغناطيسي الموجه (SMIFR Shaped Magnetic Field in Resonance) بعد اختبارها بشكل مكثّف في واحة دبي للسيليكون.
وقال المدير العام ورئيس مجلس المديرين في الهيئة، مطر محمد الطاير، إن المشروع يُعد إحدى مبادرات الهيئة لدعم وتحفيز استخدام المركبات الصديقة للبيئة ووسائل النقل المستدام، بالتوافق مع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030 وخطة دبي 2021، وانسجاماً مع رؤية الإمارات 2021.
كما يعتبر أحد مشاريع مُسرّعات دبي المستقبل، وينفذ بالشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي وواحة دبي للسيليكون.
وقال الطاير إن المشروع تضمن في مرحلته الأولى تجهيز البنية التحتية اللازمة ومسار شحن تحت الطريق بطول 60 متراً في منطقة واحة دبي للسيليكون، لتمكين المركبات والحافلات الكهربائية من الشحن اللاسلكي أثناء سيرها، ودون توقف.
وأضاف: «نفذت الهيئة تشغيلاً تجريبياً لحافلة ومركبة كهربائيتين، وقد أظهرت النتائج كفاءة عالية في الشحن اللاسلكي، مماثلة لأنظمة الشحن السلكي، ومستوى من الموجات الكهرومغناطيسية داخل الحافلة والمركبة ضمن المعايير القياسية العالمية»، مؤكداً أن «نجاح إدخال وتشغيل الحافلات والمركبات الكهربائية ضمن أسطول النقل الجماعي التابع للهيئة، يرتكز إلى حد كبير على تقنية الشحن وتوافرها واعتماديتها، إذ تتيح تشغيلاً متواصلاً للحافلات على مدار الساعة دون الحاجة للتوقف أو الرجوع لمحطات الإيواء للتزود بالطاقة، كما أن هذه التقنية غير المرئية والمثبتة تحت الطريق لا تسبب التلوث البصري للمدينة، ولا تعيق حركة المشاة والمركبات، مثل الشواحن السلكية التي تُثبت على الطرق».
وأكد الطاير أن الهيئة تواكب أحدث التطورات وما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية في مجال صناعة الحافلات والبطاريات الكهربائية وأنظمة الشحن المختلفة، لاستخدام الحافلات الكهربائية ضمن أسطولها في المرحلة المقبلة، وتأمين وسائل نقل جماعي آمنة وسهلة ومستدامة، وتستلهم مبادئ عملها من رؤية (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة)، التي أطلقتها حكومة دبي، وهي جزء من رؤية (الإمارات 2021).
من جانبه، أكد العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، أن مشروع الشحن اللاسلكي الديناميكي للمركبات والحافلات الكهربائية الذي تنفذه الهيئتان، وواحة دبي للسيليكون، سيسهم في دعم مسيرة الاستدامة في دبي، التي تعد من المدن الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسباقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وإيجاد حلول بديلة عن الطاقة التقليدية. وأضاف أن «من شأن هذه المبادرة أن تزيد أعداد المركبات الكهربائية في دبي، التي تشهد بالفعل زيادة مطردة، لاسيما مع اهتمام حكومة دبي بمبادرات التنقل الأخضر».
وأشار الطاير إلى أن الهيئة انتهت من تركيب أكثر من 240 محطة شحن للسيارات الكهربائية في مختلف أنحاء دبي، وتهدف إلى وصول عدد محطات شحن السيارات الكهربائية إلى 300 محطة مع نهاية العام الجاري، لتشجيع استخدام السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة. كما أعلنت الهيئة عن تمديد فترة الشحن المجاني لمالكي السيارات غير التجارية المسجلين في خدمة «الشاحن الأخضر» حتى نهاية 2021، في محطات الشحن العامة التابعة للهيئة.
وقال نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لسلطة واحة دبي للسيليكون، الدكتور محمد أحمد الزرعوني، إن تطوير التنقل الذكي هو إحدى الركائز الست الرئيسة لاستراتيجية المدن الذكية، التي تتبناها دبي في إطار حرصها على أن تكون المدينة الأذكى عالمياً.
وأشار إلى أن تعاون سلطة واحة دبي للسيليكون مع هيئة الطرق والمواصلات وهيئة كهرباء ومياه دبي في مشروع الشحن اللاسلكي الديناميكي للمركبات والحافلات الكهربائية أثناء سيرها دون توقف، بتقنية الرنين المغناطيسي الموجه، خطوة نوعية على مسار تضافر الجهود لاستشراف مستقبل التكنولوجيا وصناعته وتسخيره لخدمة الناس والارتقاء بالخدمات الذكية في دبي لتكون أفضل مدينة للحياة.
وأكد الزرعوني أن الواحة، التي تضم شركات عالمية وبيوت خبرة دولية في قطاعات التكنولوجيا الدقيقة والمتقدمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتنقل الذكي، تشكل مختبراً عالمياً لأحدث التقنيات الذكية التي توظف الابتكار المستمر والأفكار الجديدة للارتقاء بحياة الإنسان وتنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الطرق والمواصلات اعتمدت أخيراً مبادرة تحويل 90% من مركبات الليموزين في دبي لمركبات صديقة للبيئة (هجينة وكهربائية)، بحلول عام 2026. وتعد المبادرة الأولى من نوعها على مستوى العالم في تبني تحويل شبه كامل لمركبات الليموزين لتكون صديقة للبيئة. كما قطعت شوطاً كبيراً في مبادرة تحويل 50% من مركبات الأجرة في دبي إلى مركبات هجينة (هايبرد) بحلول عام 2021. ودشنت التشغيل التجريبي لأول مركبة أجرة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، ضمن أسطول مركبات مؤسسة تاكسي دبي.