إذا كانت فكرتك عن طائرات الدرون أو الطائرات بدون طيار هي فقط أنها تستخدم للتجسس والتقاط الصور عن بعد والتسجيلات فائقة الجودة دون تدخل مباشر للعنصر البشري، فهذا لم يعد حقيقيًا على الإطلاق، فهذه الطائرات أصبحت تدخل فعليًا في الكثير من المجالات التي يصعب معها التضحية بالعنصر البشري وذلك بسبب صغر حجمها وسهولة التحكم بها، سنتعرف الآن على أشياء مذهلة أخرى وخدمات مفيدة توفّرها طائرات الدرون.
المسابقات والمنافسات
يمكن للكثير من الأشخاص الآن امتلاك طائرات الدرون والدخول في مسابقات لاختبار مهارة التحكم بها والدخول في تحديات مختلفة مع المتنافسين، وهي لا تقتصر على الهواة فقط، بل أصبحت رياضة لها الكثير من المعجبين حول العالم وتتزايد شعبيتها باستمرار، ومن الرائع جدًا أن تشاهد أضواء تلك الطائرات وهي تتسابق ليلًا، ولكن يجب أن تمتلك المهارة المطلوبة فهي تعتبر من الرياضات الخطيرة إلى حد ما حتى مع التحكم بها عن بعد.
الإنقاذ في حالات الطوارئ
أثبتت طائرات الدرون قدرة كبيرة في إنقاذ الكثيرين أثناء حالات الطوارئ مثل الفقدان في الجليد أو داخل غابة تحترق أو في مكان سحيق لا تستطيع طائرات الهليكوبتر التعامل معه، وقد نجحت بالفعل في إنقاذ الكثير من الأرواح على الأقل من خلال إلقاء أدوات المساعدة الطارئة والمستلزمات الإسعافية إن لم يكن لديها قدرة على اصطحاب شخص بالغ.
أصبحت طائرات الدرون من الحلول غير التقليدية للسيطرة على الأزمات وتقديم المساعدة بأشكال مختلفة، ويمكن لأي شخص يرغب بالانضمام كمتطوع أو عامل في مجال الإنقاذ عن طريق طائرات الدرون أن يبحث عن برامج تدريبية على الإنترنت للالتحاق بهذا المجال الذي يمكن أن يصبح من المهن غير التقليدية في المستقبل.
الصحافة المصوّرة والتقاط صور نادرة
إن التقاط الصور والفيديوهات يُكسب الأخبار مصداقية كبيرة للغاية ويجعل المعلومة أسهل في الانتقال، وباستخدام الصحافيين لهذه الطائرات يمكنهم تصوير الأشياء كما هي ونقل المعلومات للجميع بشفافية تامّة، كما يمكن التقاط صور مناظر طبيعية كاملة ومراقبة تطور الكائنات الحية أيضًا، ويمكن عن طريقها التقاط صور نادرة للغاية وبيعها بأعلى الأسعار في الأسواق.
القبض على المجرمين
يمكن استخدام طائرات الدرون في تتبع المجرمين والهاربين من العدالة أيضًا عن طريق إطلاق الطائرة في المناطق المنعزلة أو البعيدة التي يُشتبه أن يكون لجأ إليها الهاربين، أو عن طريق مراقبة منطقة ما من خلال تلك الطائرات بدلًا من الاعتماد على الكاميرات الثابتة يمكن أن يكون استخدام هذه الطائرات في الأماكن المعزولة آمنًا أكثر.
مشاهدة بركان من الداخل
يمكن لمحبي المخاطر والمغامرين أن يصوّروا الأحداث الطبيعية الخطيرة دون التضحية يعنصر بشري، ودون خسارة الطائرة أيضًا، فعن طريق المهارة الشديدة والتحكم يمكن تثبيت الطائرة على ارتفاع مناسب من بركان أو أعلى جرف صخري أو شلالات رائعة أو حتى وقت الفيضانات والعواصف الشديدة.
وهذه اللقطات تكون مبهرة وتستخدم في الدراسة ومعرفة الكثير من الأشياء عن طبيعة تلك الظواهر الطبيعية وبجودة أكبر من الأقمار الصناعية أيضًا والتي يمكنها التقاط تلك الصور ولكن بزوايا ثابتة وربما تكون غير واضحة في بعض الأحيان.
التزلج من أعلى المنحدرات الخطرة
حتى كتابة هذه السطور، فإن وجود طائرات الدرون قادرة على حمل البشر هو أمر نادر إلى حد كبير وباهظ الثمن للغاية، فإن المثير في هذه الطائرات هو حجمها الصغير وقدرتها على التنقل بسهولة.
ولكن تم التقاط فيديو لمغامر تعلق في طائرة درون وهو يتزلج من أعلى قمة منحدر جبلي شاهق في مشاهد تخطف الأنفاس، وربما يتحول الأمر إلى رياضة شهيرة في غضون سنوات قليلة، فمع انتشار طريقة تصميم طائرات الدرون وإمكانية أن يقوم بها شخص بأدوات متاحة غالبًا، فإن الأمر لن يكون مستبعدًا باستخدام تلك الطائرات في المغامرات المجنونة.
تتبع حالة الطقس
إن مراقبة وصول الأعاصير والفيضانات ليس بالأمر البسيط على الإطلاق، بالإضافة إلى جمع بيانات دقيقة عنها مثل سرعتها ووقت وصولها وشدتها وغيرها من معلومات يوفر طرق مناسبة للحماية منها قدر الإمكان.
وتستخدم وكالة ناسا بالفعل الكثير من طائرات الدرون القوية خلال الطقس السيئ والتي تتمتع بقدرة كبيرة على الطيران لارتفاعات شاهقة لجمع بيانات عن درجات الحرارة ونسبة الرطوبة وغيرها، مما يجعل التنبؤ بالحالة الجوية أكثر دقة.
الحفاظ على الحياة البرية
بالإضافة إلى قدرتها على تتبع الحالة الجوية، فإنه يمكن لطائرات الدرون أن تكتشف أماكن مجهولة ونائية من العالم يمكن أن تكون ملائمة لحياة بعض الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض والحفاظ على الحياة النباتية أيضًا.
وبالفعل تم استخدام هذه الطائرات في كل من إندونيسيا وماليزيا لجمع معلومات عن إنسان الغاب، ممّا يساعد الحكومة في منع أو تقنين المشاريع الضارة بالحياة البرية، وقد كانت النتيجة مميّزة للغاية فحتى الكاميرات الثابتة كانت تتعرض إلى التدمير من قبل تلك الحيوانات، ولكن عند تحليق الكاميرا على بعد 300 متر فإن الأمر يكون أكثر صعوبة، وفي الوقت نفسه أكثر دقة في الرصد والتتبع.
رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد
إن أحد أهم السمات في طائرات الدرون هو قدرتها على التقاط صور جوية واضحة وبسرعة ودقة عالية للغاية، مما يجعلها مثالية لرسم خرائط واضحة للكثير من المناطق، والآن يمكن أن تكون ثلاثية الأبعاد أيضًا ويمكن استخدام تلك الخرائط في بناء المصانع ومحطات الطاقة والمستشفيات وغيرها عن طريق معرفة النسبة الصحيحة لأبعاد كل منطقة وتضاريسها وأيضًا طبيعة تربتها والكثير من المعلومات التي تساهم في البناء والتشييد.
دعاء رمزي - اراجيك