*إذا آثركَ اللهُ ، ما أنتَ فاعل !*
عندما يراكَ أحدهُم فيبكي حبًا
و يراكَ آخر فيضمكَ شوقًا
و آخر يقسمُ لكَ أنّه مُذ سخّركَ اللهُ له فهو بخير ِحال !
ما أشدَّ فقركَ ومسكنتكَ إذا زكّاكَ المُزكّون
و مدحك المادحُون
فأبدى اللهُ لهم الجميل و ستر القبيح
و ألقى عليك َمحبّةً منه
وجعلَ أفئدةَ النّاسِ تهوي إليك !
ما أنتَ فاعل ؟!
و إذا سمعَ الناسُ بك و لم يروك
فرأوكَ في مناماتهم لشوقِ عُيونهم وحنينهم لك
و إذا تُليت آيات الله فأتيت أنتَ على بالِ السّامع !
ما أنت فاعل ؟!
و إذا تركَ قومٌ الحرامَ تأثرًا بك
و إذا رأوا بيوتَ الله فذكروكَ و حنانَ القلوبِ و الرّحمات
فجعلكَ الله منهم على بال
ما أنت فاعل ؟!
إذا فترتِ الهممُ فأعلاها اللهُ
ببعضِ كلماتٍ أجراها على لسانك
و إذا اتّخذوا القرآن مهجورًا
ثمّ عادوا له
إن وفّقك الله فحببّتهم فيه
ما أنت فاعل ؟!
و إذا دخلتَ لبيتِ الله فركضَ نحوك الصّغار
و همسوا باسمك بينهم و استبشروا بقدومك
بلا حلوى تحملها في يدك !
و لا عطاءٍ يرجونه !
ما أنت فاعل ؟!
و إذا آواكَ صحبٌ صادقون واحتضنوكَ بين الحنايا
تعزُّ عليهم نبرةَ الحُزنِ في صوتك
ويتركُ أحدهم الزادَ فلَا يشتهي شيئًا إن أحسَّ-رغم ابتسامكَ - بحزنٍ تخبّؤه
و إن قصّرتَ في أهلك فرضوا بك -كما أنت-رغم تقصيركَ
و أسبغوا عليك الحنان فتراهم لا يُطيعون فيك أحدًا
ولا يسمعون فيكَ قيلة قائل !
أوّاآآه .. ما أنت فاعل !
و إذا أوجعك في يومٍ من أحببتهُ فأعادهُ اللهُ لكَ يرجو وصلكَ و لسانُ حاله : تالله لقد آثركَ الله
إذا آثرك الله .. ما أنت فاعل ؟
تالله لأنتَ أولى النّاس بالوقوف على العتباتِ والبُكاِء في الخلوات
والانكسارُ للمُنعم الحقّ
بأنّك لم تكُن شيئًا مذكورا
فأجرى بالخيرِ ذكرك !
حُقّ لك الحياء من الله
و حُقّ لكَ التوحيد الخالص
ووالله لو سجدتَ لله حتّى يقبضكَ على
سُجود الخاضعِ الذليلِ ما أدّيت شُكر أقلِّ النعمِ
وأقلّها عظيم !
ولو صدقتَ مع الله لفكّرت كيفَ أنتَ إذا فارقكَ المُحب لك من عبادِ الله ..! فنزلتَ القبر وحدكَ
وسُئلت وحدك
وخلوتَ سوى من الله
كيفَ حالكَ بين يدي الله !
بعضُ النعم تُستجلب بصلاح الظاهر
و لا يعلم ُباطنكَ إلّا الله
و لَا يعلمُ سريرتكَ إلّا الله
و لَا يعلمُ نيّتك إلّا الله
و لا يعلم ُمتانةَ دينكَ من رقّته إلّا الله
و لا يعلمُ الناسُ أنّك قد تعظُ نفسك عندما تعظَهم
و قد يسيرُ الناسُ إليه
فتبطئُ خطوة الدّاعي ويصلُ سِواه !
و لرُبما أصبحتَ وأنت جسر إلى الله
و أمسيتُ و قد مشى النّاجون و وصلوا للدّار ِالآخرة عليك
و سقط الجسر في الهاوية !!!
فما أنت فاعل ؟!!!
اللهم لولا فضلك ورحمتك ما زكى
منا من أحد قط…
فاغفر وارحم وأنت خير الراحمين
وخير الغافرين
*اللهم ولا تخزنا يوم يبعثون يوم لايتفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم ..*