خلال المرحلة الأولى من عمر الطفل، تحدث العديد من التغيرات والتطورات، حيث أنه ينمو ويريد استكشاف العالم من حوله. وأثناء محاولاته في التعلم والتعبير عن نفسه، يمكن أن يقوم الرضيع ببعد العادات الخاطئة، والتي لا يجب أن تمنعيه عنها في هذه المرحلة.
إليك أبرز هذه العادات وطرق التعامل معها:
1-مص الأصابعك إذا تعدى الطفل عامه الثاني، ولازال يضع إصبعه في فمه، فيجب على الأم أن تبدأ في إبعاده تدريجياً عن هذه العادة. ولكن قبل ذلك، يمكن أن تترك الأم طفلها ليقوم بهذه العادة، لأن محاولتها في منعه لن تكون مجدية.
حيث أن الطفل يولد للإمتصاص، وهو أمر طبيعي وفطري لدى حديثي الولادة، وتساعد الطفل في تعلم الكثير من الأمور، مثل حاسة اللمس والشعور بالألم، وكذلك حاسة التذوق، ولا يشترط أن يقوم الطفل بمص أصابعه لأنه يشعر بالجوع، فهناك نوع من المص غير الغذائي، وهو الذي يساعد في تهدئته، وهذا هو السبب الأساسي لاستخدام اللهاية.
ويكون مص الإصبع هو الطريقة التي يعتمد فيها الطفل على نفسه للشعور بالراحة والإستمتاع دون اللجوء إلى الأم. وعادةً ما يكون إصبع الإبهام هو الإختيار المفضل للطفل، لأنه يسهل وضعه في فمه، ومع الوقت يعتاد على ذلك.
2-وضع أشياء في فمه: بعد مرور بضعة أشهر على ولادة الطفل، وزيادة قدرته على الحركة والتركيز، وكذلك زيادة فضوله لاكتشاف كل ما يجده من حوله، يبدأ الطفل في وضع أي شيء يجده في فمه، لأنها الطريقة الوحيدة التي يتمكن من خلالها أن يتعرف على الأشياء.
ويزداد الأمر سوءاً مع بداية مرحلة الحبو والمشي لدى الطفل، لأنه يمكن أن يمسك بأي شيء من الأرض، حتى وإن كان ملوثاً، وهذا ما يجعل الأم تشعر بالقلق على طفلها من أي تلوث.
في الحقيقة، لا يجب منع الطفل عن وضع الأشياء في فمه، ولكن ليس أي شيء، بل الأشياء النظيفة والمخصصة لهذا الغرض، ولذلك يجب أن تتأكد الأم من تنظيف ألعاب الطفل، وأن تراقبه أثناء الحبو والمشي حتى لا يضر بنفسه.
عن طريق الفم، يتعرف الطفل على حالة الشيء إذا كان صلباً أو مرناً، وكذلك يتعرف على مذاقه إن كان جيداً أو سيئاً. ولا يقتصر الأمر على الأشياء المحيطة به، بل يقوم كثير من الأطفال بوضع أصابع الأقدام في الفم، وذلك دليل على تطور جسم الطفل ونموه، وقدرته على تحريك جسده بصورة أفضل.
3-إلقاء الأشياء من مكان مرتفع: تنزعج كثير من الأمهات، عندما يقوم الأطفال بإلقاء الأشياء المختلفة من مكان مرتفع، وخاصةً إذا كانت قابلة للكسر أو التلف. أما الطفل، فيجد في هذا ملاذاً، لأنه يستطيع الإمساك بالشيء وإلقاءه، ليراه وهو يسقط ويسمع صوته.
كما أن إلقاء الأشياء يمكن أن يكون رد فعل من الطفل نتيجة شعوره بالغضب أو رغبته في لفت النظر إليه، وبالتالي فهو يحاول أن يوصل رسالة إلى والدته بهذه الطريقة، يجب على الأم أن تترك طفلها يقوم بهذه العادة، ولكن لتعطيه الأشياء المناسبة بذلك، مثل الدمية المصنوعة من القماش، ويمكن أم تشاركه هذه اللعب التي تساعد في التعلم.
4-تلطيخ ملابسه بالطعام: لدى كل طفل صغير رغبة في الإعتماد على نفسه، والقيام بمختلف الأمور دون مساعدة من الأم، ولكنه لا يتمكن من ذلك في المرحلة الأولى من عمره. أما بعد مرور عدة أشهر، يمكن للطفل أن يحاول تجربة الأشياء بنفسه، ويشعر بالإستمتاع إذا نجح في القيام بشيء دون مساعدة.
ويعد تناول الطعام من أهم الأمور التي يريد الطفل أن يفعلها بنفسه، ولكن ستكون التجارب الأولى صعبة وشاقة على الأم، لأن الطفل سيقوم بتلطيخ وجهه وملابسه والمكان من حوله بالطعام.
ومن الضروري أن تعطي طفلك مساحة للقيام بهذا، لأنه سيساعد في شعوره باستقلاليته وقدرته في الإعتماد على نفسه، ومع الوقت سيتمكن الطفل من تجاوز الأخطاء وتناول الطعام بصورة جيدة، فلا داعي للإنزعاج من الاثار السلبية لهذا الفعل، بل يجب النظر إلى الإيجابيات.
5-البكاء المستمر: إن بكاء الطفل باستمرار من الأمور التي لا تتحملها الأم، كما أنه لا يجب ترك الطفل في هذه الحالة لفترة طويلة حتى لا تضر بصحته. ولكن هذا لا يعني أن تقوم الأم بتلبية كافة رغبات طفلها عندما يبكي، لأنه سيعتاد على ذلك، ويتخذها وسيلة لإرغام الأم على تحقيق كل ما يتمناه، ليصبح طفلاً مدللاً وكثير البكاء.
عندما يبكي الطفل بسبب الجوع أو الحاجة إلى تغيير الحفاض أو الشعور بألم في بطنه، فلا يجب تركه إلا بعد تحقيق هذه الإحتياجات.
أما إذا كان البكاء حتى تقوم الأم بحمله طوال الوقت، أو إعطاءه شيء يضر بصحته، فيفضل عدم تلبية رغبته وعدم منعه من البكاء، حتى يدرك أن محاولاته غير مجدية ويتوقف عن هذا الفعل.