.
ترنيمة حزينة
….
لا وقتَ لي
لكي امنح َ هذا العالم سِلال َحُزني
لا نهارَ عندي
لكي أقود هذا الليل الى حتفهِ
شجرُ الميلادِ العجوزِ غنى لي :
أحبّ أعوامك القديمةَ فلا إرثَ لك من دونها
أحبّ خساراتكَ فلا نضج َ من دون ليمونِهَا
لاتنسَ طائرتك الورقيةَ فقد تموت بغيرها.
الصوتُ المجنونُ الذي كانَ صديقي
لم يبقَ منه الآن سوى جراحهِ الصديئةْ
لم يعرفْ المارةُ ما الذي جرى حتى انتُزِعَتْ كلّ هذه الأبوابُ من حجرتهِ العلويةْ
الجنديُ الذي كانَ صغيراً على الحربْ
كانتْ كل الرسائل التي في جيبهِ اراجيحٌ مصلوبهْ
والهواءُ الذي بلل رئتيهِ لم يكنْ يحمل سوى رائحة الكتب المدرسيةْ
آخر النجماتْ كانت ترددُ دوماً :
الموتُ لا يكفي لكي تذرفَ الأرض ُدمعتها عليكْ
حاول مرةً اخرى
حاولْ أنْ تموتَ من اجلِ سنبلةٍ هناكْ
الوقتُ لا يكفي لكي اعودَ الى هناكْ
ارتبُ أشيائي الصغيرة َ بكل دفءٍ
اطبعُ قُبلةً نديةً على وجوه ِ صغارِ محلتنا
لكي أوصي الرجلَ العجوز أن لا يترك إناءَ البلابل ِ دون ماءْ
قناصُ محلتنا شَربَ الوقتَ كُله
شَرِبَ العمرَ كلهْ
لا وقت لي
لكي أمنح هذا العالم سِلالَ حُزني
لا وقتَ لي
لا وقت لي .
منقوول