اذا كنت عربياًً ......
و اذا كنت مسلماًً .......
فقد وجب عليك ان تتعلم اللغة العربية الفصيحة فأنه لوصمة عار على مسلم عربي لا يعلم و لا يفقه من الحديث العربي و حديث القران شيئاً
و لا اقصد بالحديث العربي هو حديث اللهجات العربية
بل اقصد تلك التي تتمتع بكمال البناء و الحروف و المعاني
تلك اللغة العالية التي اذا ما اتقنتها فسوف تأتي بكلاما يضعف امامها جميع اللغات الحية
و قد تستغرب اذا ما عرفت ان حوالي 467 مليون نسمة على الكرة الارضية تتحدث اللغة العربية فهي نسبة كبيرة الى بقية اللغات اذ تحتل المركز الرابع من اللغات الاكثر انتشارا
و عليه وجب علينا كعرب و مسلمين معرفة اسرارها و الخوض في مكامن جواهرها عن طريق البحث و الدراسة للكتاب الاكثر قدسية و هو القران الكريم اذ قام هذا الكتاب الالهي المعجز بعملية حفظ شاملة للغة العربية و مادتها اللغوية و شكلها و اعرابها على مدار هذه السنين و القرون المنصرمة
كما و يدل تنزيل القران الكريم باللغة العربية على فضلها امام جميع اللغات الاخرى
كما و يدل ايضا على امكانية الاتيان بقول معجز منها امام بقية اللغات التي لا تتسم بكل هذه المرونة او غزارة مادتها اللغوية و المعنوية و لا عجب فقد كانت اللغة الاولى التي تحدث بها ابينا ادم و التي علمها الله اياه بنفسه في قوله :
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة
فقد كانت تلك الاسماء باللغة العربية لأشياء و موجودات خلقها الله من حوله مثل السماء و النجوم و الكواكب و غيرها
اما دليل ذلك فقد وجد الباحثون ان اللغة العربية موجودة في معظم اللغات الاخرى فقد وجدوا ان 80% من الافعال في اللغات السنسكريتية عربية الاصل
و 75 % من الافعال في اللغات اللاتينية اصلها عربي كما ان كل من اللغات الارامية و الفينيقية و اللغات الشرقية اصلها عربي !
و هي اكثر اللغات قربا من اللغة السامية القديمة و انها بحسب رأي الشخصي هي اللغة الاولى التي تفرعت منها جميع اللغات و اللهجات .
تتألف اللغة العربية من 28 حرفاً او صوتاً و يرى البعض انها 29 حرفا بضم الهمزة معهم كحرف و صوت منفصل
و يتألف منها 80 الف كلمة بينما اللغة الانكليزية تتألف من 42 الف كلمة فقط
و هذا ان دل فهو يدل على غزارة المادة اللغوية و تنوعها و تنوع معانيها و مرونتها و امكانية التعبير بشكل افضل
يؤكد العلماء ان جميع اللغات الحالية قد تفرعت من لغة واحدة فقط و رغم معرفتهم بوجود كلمات عربية كثيرة جدا في جميع اللغات الحية فقد تغاضوا عن اعلان اللغة العربية اصل اللغات و ان بقية الالسنة ما هي الا اشتقاق منها.
يقول الله في ذلك :
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) الروم
و يعود اختلاف الالسن و الالوان الى خلق الله عز و جل و ارادته فكما خلق الانسان الاول و خلق لغته الاولى خلق بقية اللغات و الالسن , فكما ترون بداية فعل الاية هي (خلق) و هي تنطبق على سائر الاية
ثم بعد ذلك لعبت الطبيعة الجغرافية الجديدة و ظروف الانتقال و الانفصال عن القرى الى مكان بعيد في انحاء المعمورة الى مزيد من التغير في الافكار و الحاجات و الالسن .
تقول الاسطورة في التوراة , في الفصل الحادي عشر من سفر التكوين :
«وكان اللسان والكلام واحد في جميع أنحاء الأرض- وحدث عندما أخذوا بالرحيل من الجانب الشرقي «إشارة إلى أبناء نوح وقبائلهم» أن وجدوا وادياً في أرض شنعار «الاسم القديم لبابل» وسكنوا فيه- وقال بعضهم للآخر هلموا لنصنع الآجر وذلك بحرق اللبن بالنار، وكان الآجر يستعمل بدلًا عن الحجر، والطين اللازب بدلًا عن الجص- وقالوا هلموا لنبني لنا بلدة وبرجاً يناطح السماء، ولنختار لنا إسماً لئلا نتفرق على وجه الأرض- ولان اللَّه تعالى أراد أن يرى ما يصنعه بنو البشر من بلدة وبرج، نزل- وقال : إنّ هؤلاء القوم مجموعة واحدة وهم على حد سواء في اللسان وشرعوا بالقيام بهذا العمل، ولا شيء يمنعهم عما يريدون- بناءه- تعال لننزل إلى الأسفل وهناك نقوم بخلط ألسنتهم حتى لا يفهم أحدهم لسان الآخر- ومن هناك عمد اللَّه إلى تفريقهم على وجه الأرض بأكملها، وحال دون اتمام بناء البلدة وصار سبباً لتسميتها ببابل، لأنّ اللَّه خلط كل الأرض فيها، ومن هناك فرقهم على جميع وجه الأرض»
هذا و الله اعلم , فالعلماء ما زالوا يحومون حول اللغات و اصلها و قضية تعددها و طبيعتها الغامضة !