.
ثمة أمكنة، وطرقات تشبهنى ، أراها فى وجوه المارين تحيي المزهر بالصبار..
ومنذ ذلك الحين تسكننى روح أتت تئن من صحراء موحشة خواءٍ،
أتلو عليها تعويذة الرحيل كل ليلةٍ لتهدأ،
فتخرج وتتجسد لتثأر .!
فمنذ الشروع فى طقوس استحضارها، لم أتمكن من إضاءة الشموع الكافية
لتجلوها مأدبتى،
بالطريقه التى تؤَّمِن لى ألا تلبسَ جسدَ روحى لأعوام تقارب أعوام عمرى الثلاثينىِّ وما فوق ..!
سابحةً بنخاع عظام الذكريات تارة..
وتارة تتجول داخل اللاوعى برأسى، مفرغا..
فأرى أزقةَ حيي القديم عاريةً تماما ..
أمام شحوبٍ عكسه ظلُ المرآة المعتمة
على ملامحى !
.
هناك على بعد مسافة رمش وانحنائة جفن،
وعمق حدقة شائكةٍ عالقٍ بحوافها حلمٌ مكابرٌ ينزف..
يئن لموطنٍ،
بل لذاتٍ عاشقةٍ ببتلاتِ نهايةٍ غرزها الشجارُ القائمُ بين الفضيلة والمجون..
بين عقلانيه وعفويه !
فى فسحةٍ بعمق دهرٍ، تزهر مدنُ الياسمين البلاستيكي الباهت
بلا روح..
بلا حياةٍ..
هذا الدهر يسكننى أيضا، والياسمين البلاستيكي تشرحنى أنيابه الحادةُ،
مع ذلك منذ أن ولدتُ وأنا أنسج من مخاض أشعة الشمس بؤرةَ ضياءٍ..
أحاول باستماتةٍ ترميمَ جدران احلامى السبعينية المتشققة بعلامات الزمان !
أن أرسمَ عليها معالمَ وطن أختبئ فيه..
ادفس رأسى كل ليلة .. كل ليلة ..
بل كل لحظة كنعامةٍ، تختبئ وجسدُها عارٍ..
عارٍ تماما للصوصِ العمرِ العابرين كرياحٍ،
تتطاير معها وريقاتُ الفرحة القاطنة ببسمةٍ،
تسكن اعين أطفالى !
تأخذ ما تأخذ، وﻻ تُبقى لفتات شبق الحياة بداخلى شيئا إلا ساعتى الرمليةَ القديمةَ..
كانت بها آخرُ حبةِ رمل متبقيةٍ منكَ..
وبعضٌ من رفاتِ حكاياتنا !
.
هناك ..
هناك على مرمى البصر، على بعد شرفةِ أمل ينتظرنى قناصةٌ يحترفون القتلَ..
ببصرٍ حادٍ، كصقرٍ دائمِ الترصد بى،
يقتلنى تحديقهُ فى الفيمتو ثانيةٍ..
ويعيدنى للحياة تسعةً وتسعين الف مرةٍ،
بديناميكية ملعونه !
.
منذ أن خلقتُ،
و حروبى مع تلك المتلازمة بين ثلاث متشابكات :
• بين الكامن بى والراقد بقبو روحى.
• الجموحُ المقيد بسلاسل فوﻻذيةٍ.
• فلسفةُ المثاليةِ العقيمة.
° وأخيرا..
• باسبور وفيزا أعبر بهما لحيواتِ التحليق فى سماء اللا وعى..
لأستعيد بعضا مما أخذه لصوصُ العمر لعلنى أقتنص الفرصَةَ الاخيرةَ،
للتمتع بسكرات موتٍ، هادئ تنعم به روحى..
لأقول لها:
اخلدى فى أمان أبدىٍ،
اخلدى فى أمان أبدىٍ .
منقوول