كتب “تي.كيه. نالياكا” وهو طبيب: “الشفافية هي أمر بالغ الأهمية في ما يتعلق بالصحة العامة والأوبئة؛ يصبح الأشخاص العاديون إما أدوات مضاعفة للقوة بصورة فعالة أو يتحولون إلى أسوار مقاومة عنيدة”.
لماذا يشتري الجميع ورق المراحيض؟ لأنه في مواجهة فيروس كورونا، نحتاج إلى فعل شيء، أي شيء، يشعرنا بأننا نتولى زمام الأمور. تخلق حالة عدم اليقين المحيطة بالوباء حالة من التوتر والقلق. يمنحنا ادخار أوراق المرحاض شعوراً ضئيلاً بالتحكم في وسط موقف سيئ.
إليك بعض النصائح الأفضل المستقاة من الخبراء.. أولاً، لا داعي للذعر. إذا كان عمرك أقل من 60 عاماً، فالاحتمالات في صالحك. أما إذا كان عمرك يزيد عن 60 عاماً، فتأكد من أنك لا تغفل تناول أدويتك، خاصةً المصابين بضغط الدم وأمراض القلب. إذ يستهدف فيروس كورونا الرئتين والقلب والأمعاء.
كن استباقياً كي تسيطر على الوضع: اغسل يديك، وتجنب المصافحة، وابتعد عن أي شخص يعطس، وما إلى ذلك. ضع خطة للحجر الصحي واعثر على مستشفى محلي جيد به متخصصون في أمراض الجهاز التنفسي. اخرج في نزهة إلى الغابة أو مارس التأمل لخفض مستويات التوتر لديك. يخلف تولي زمام الأمور قدر المستطاع شعوراً بالسيطرة. من ثم، خطط للسيناريو الأسوأ وتمنى حدوث السيناريو الأفضل.
هل أنت قلق من حدوث نقص في المتاجر؟ نحن حديثو العهد جداً بالجوائح لدرجة أننا نظنه أمراً يشبه الإعصار أو أي كارثة مؤقتة أخرى. البنية التحتية ليست متداعية. لا تعاني المتاجر مشكلة في توفير البضائع. سنظل في هذا الوضع لعدة أشهر، وستحتوي المتاجر على منتجات وافرة عندما نتوقف عن مداهمتها. نحن في اللحظة التي يتحتم عليك فيها التوقف عن القلق. ومع ذلك، عندما تذهب للتسوق، اذهب بمفردك. اكتظاظ المتاجر بالناس هو أمر يناقض ما نريده.
يعتمد انتشار أي جائحة على درجة عدواها. تفيد التقديرات الحالية بأن شخصين إلى ثلاثة أشخاص سوف يلتقطون العدوى من كل شخص مريض. ويرجع ذلك جزئياً إلى الفيروس نفسه؛ إذ إن هذا الفيروس سريع الانتشار. لكن الجزء الأكثر أهمية في احتمالية العدوى هو الازدحام، الذي يجعل معدل الانتشار مطرداً.
بإمكان تجنب الحشود تقليل نسبة العدوى إلى حد كبير. إذا كنت طبيباً أو ممرضاً (مثل زوجتي الشجاعة)، فأنت في موقف صعب. إذ لا تصبح من العوام فقط، ولكنك أيضاً في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس. أنتم أبطال هذه القصة.
لا يزال هناك أشخاص سيكونون حتماً على اتصال مع الناس، مثل المعلمين والعاملين في قطاع الخدمات. وهنا تؤدي الحكومة دوراً مهماً. صحيح أن من الصعب إغلاق المدارس في كل الدول، لكن من الحكمة الإقدام على ذلك القرار. فإن كنت تعتقد أن من الصعب حمل الكبار على غسل أيديهم والامتناع عن لمس وجوههم، فما عليك سوى زيارة إحدى المدارس لتكتشف استحالة التحكم في ذلك هناك. إذ إن الأطفال هم بمثابة حاضنين مسرفين للأمراض وناشرين للفيروسات. صحيح أن الأطفال لا يتأثرون بفيروس كورونا من دون مبرر لحسن الحظ. ولكن لسوء الحظ، يبدو أنهم لا يزالون قادرين على نقل العدوى. فمع الكثير من المخاط والمشاركة، تُعتبر المدرسة أرضاً خصبة للفيروسات. بينما مرحلة ما قبل الدراسة هي السعادة القصوى. نأمل أن يتمكن كل الأطفال من تلقي دروسهم عبر الإنترنت لملء الفراغ وإبقائهم مشغولين.
ستحتاج في كثير من الحالات إلى ترتيب نوع من الرعاية الجماعية لعدد صغير من الأطفال، إذ تقلل المجموعات الأصغر من فرص العدوى، لكنها تتطلب المزيد من الإشراف. إن رعاية الأطفال هي بلا أدنى شك مسألة مراوغة في ظل جائحة. لكن على الجانب الإيجابي، من المرجح أنك ستقضي وقتاً أطول بصحبتهم. قد يكون هذا هو الوقت المناسب لتعليمهم طريقة عمل اللقاحات داخل الجسم.
أحد الأمور التي قد تساعد في تقليل العدوى هي أن يعمل الآباء من المنزل، وإذا كانت المدارس مغلقة، فيجب أن يكون صاحب العمل منفتحاً على الفكرة. أما بالنسبة للعمل الذي لا يمكن تأديته من المنزل، سيكون من الرائع إذا كانت مناوبات العمل متعاقبة لتقليل كثافة الناس.
استعدت الحكومات المختصة في جميع أنحاء العالم للجائحة بتجهز خطط طوارئ، بما في ذلك طريقة تنظيم فحوص المرض والحجر الصحي والتطعيمات. استثمرت الحكومات بمبالغ ضخمة في أبحاث الأمراض المعدية وخزنت الإمدادات، مثل المطهرات والأقنعة. تتسم بعض الحكومات بالصدق والتنسيق والنزاهة في تقييماتها. إضافة إلى ذلك فهي تولي الخبراء، لا السياسيين المترفين، زمام الأمور. إذا كنت تتمتع بحكومة من تلك الحكومات، فسوف تعاني درجات قلق أقل.
سيخبرك بعض الأشخاص بأننا جميعاً سنصاب بالفيروس على أي حال، فلم لا ننتهي من هذه المسألة في الحال؟ تجاهل هؤلاء الناس! يعتقد البعض الآخر أنه إذا أصيب عدد كافٍ من الأشخاص بالعدوى، فسوف يساهم هذا في رفع “مناعة القطيع”، مما يقلل من احتمالات الإصابة بالمرض. لكنك تحتاج إلى أن يصاب حوالي 70٪ من السكان بالعدوى قبل أن تبدأ مناعة القطيع، يعني هذا إصابة أكثر من 200 مليون شخص في أمريكا. لا تحقق هذه الخطة كثيراً مما هو منشود.
كلما استطعت الصمود لفترة أطول، كان ذلك أفضل. تذكر أن النأي الاجتماعي هو أهم شيء يمكنك فعله. وهناك العديد من الأسباب لذلك :
1- إذا أصيب الجميع بالفيروس مرة واحدة، سوف تفيض المستشفيات ويعاني الجميع من أجل تلقي العلاج. يؤدي اقتياد الفيروس بعيداً عنا إلى “تسطيح المنحنى” وهو أمر أفضل بكثير من فتح بوابات فيضان العدوى وغمر دفاعاتنا.
2- غالباً ما تتحور الفيروسات لتصبح أقل فتكاً بمرور الوقت. ذلك لأن الفيروس يعتمد على الأجسام المضيفة الحية في الانتشار، إذا كان الفيروس مميتاً للغاية، فسوف ينقرض.
3- يعمل العلماء على تطوير علاجات أفضل، ولكنهم قد يستغرقون بعض الوقت: من ثم؛ كلما طالت فترة احتمائك وهروبك من من الفيروس، زادت احتمالات نجاتك.
مارس بعض التمرينات
إذ اتضح أن التمرين يهيئ جهازك المناعي والميكروبات الموجودة في أمعائك لتكون أفضل استعداداً للمرض. العضلات هي مستودع رائع للطاقة والأحماض الأمينية التي يمكنها تحسين عملية تعافيك من المرض. وإذا لم تكن مصاباً بالفيروس، اغتنم هذه الفرصة لاكتساب بعض العضلات استعداداً للضمور الذي يأتي مع رقودك طريح الفراش إذا ما مرضت.
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
إذ تعتبر ميكروباتك المعوية هي خط دفاعك الأول ضد مسببات الأمراض، والميكروبات تحب الألياف. على الرغم من أن فيروس كورونا هو مرض يصيب الجهاز التنفسي، فهو يظل قابلاً للكشف عنه في برازك لعدة أيام بعد زواله من رئتيك. يعني هذا أن الفيروس يصيب الجهاز الهضمي بعض الشيء أيضاً. أبقِ أمعاءك في حالة جيدة من خلال تناول الكثير من الخضار، وخاصة الخضراوات الليفية مثل الخرشوف والبصل والهليون والفاصوليا وغيرها.
استغل فترات توقف العمل الإجبارية بحكمة
كتب شكسبير مسرحية الملك لير خلال الحجر الصحي المتعلق بالطاعون في إنجلترا في القرن السابع عشر، بينما اكتشف نيوتن حساب التفاضل والتكامل والجاذبية. صحيح أن هذين المثالين نماذج تفوق قدرات معظم البشر، ولكن قد يكون هذا هو الوقت المناسب لإنجاز بعض المشروعات المنزلية.
استخدم مكالمات الفيديو كلما تسنى لك
إذ تحد المستشفيات من الزوار لأسباب واضحة. لذا، فإن مكالمات الفيديو مع الأصدقاء المرضى والأشخاص المعرضين للخطر أكثر أماناً من الزيارات الشخصية. استفد من هذه التقنية الرائعة.
قاوم نظريات المؤامرة
تلوم الولايات المتحدة الصين، وتلوم الصين الولايات المتحدة. وكلتاهما قصص إخبارية وهمية تهدف إلى إثارة القلق وتحريض الناس ضد بعضهم البعض. بدلاً من ذلك، وجه أصابع اللوم إلى المكان الصحيح؛ الطبيعة الأم. تظهر فيروسات جديدة بوتيرة يومية. في هذا تذكير صارخ بأن العالم ليس بمكان مسالم ولطيف طوال الوقت.
صحيح أنه بمقدور فيروس كورونا تدمير الخلايا مباشرة، لكن الكثير من الأضرار الجانبية تنتج عن استجابتنا المناعية. عندما يكون الجهاز المناعي في أوج حالاته للتخلص من الفيروسات يدمر الجهاز أيضاً الكثير من خلايانا. لذلك فمن المشوق رؤية بحث جديد يستكشف استخدام أدوية التهاب المفاصل مثل عقار توسيليزوماب لمنع ردة الفعل المبالغ فيها للجهاز المناعي. والباحثون هم أملنا الوحيد للعلاج وهم يسعون جاهدين الآن لإيجاد الحلول.
هذا هو الوقت المناسب للعالم للتوحد في مكافحة عدو مشترك باستخدام أفضل العلوم والتكنولوجيا المتوفرة لدينا. إذا اجتمعنا معاً، يمكننا تقليل الضرر الناجم عن هذا الوباء. لقد مررنا بهذه الأشياء من قبل، وسنفعلها مرة أخرى.
arabicpost.net
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ПộR
