أَبْهَى مِنْ الْحُلَلِ
أَنْعَمَ مِنْ الحرر
قَنَادِيل تضاء بِنُورِهَا
وعطر مِنْهَا يَحِلّ
رقراقة هذبت روحها
هماسة بعليل يسر
قِوَامُهَا شَمْخ رُسُوخ
لِينَة الطِّبَاع كالزهر
يَحْمَرّ خَدِّهَا مِن خَجِل
ضحكتها كصباح الْبَدْر
أَن لَاح طيفها بِظِلّ
أَسْكَر الْعَقْل كَخَمْر السُّكْر
مِسْكِينٌ مِنْ يعشقها
عَشِق ذُلٌّ وَقَهْر
أَن مَشَت أَثْلَج الرَّبِيع
وَثَارَت بَراكِين الْجَبَل
تهز الْأَرْض بخلاخل
لَا صَوْتَ لَهَا وَلَا شَكْل
لجمت بكعبيها كَأَنَّهَا
أَعْوَاد نَخْل تنسدل
تَعْمَى الْعُيُون بِنُورِهَا
كَشَمْس الضُّحَى حِينَ تَطُل
غَارَت مِنْهَا كُلّ أُنْثَى
وضالات القفارى والصحر
حَتَّى الْوُرُود غَارَت وَبَكَت
قَطَر سَأَل كَالْمَطَر
جَنْدَل فَاضَ مِنْ غَيْرِهِمْ
أَسْقَى الْمُرُوج وَانْحَدَر
لَا نِسَاءً بَعْدَهَا أرجوا
وَلَا شوقى لِغَيْرِهَا رَحَل
أحبتتها وَالْحَبّ بعثرتنى
كذر الْهَوَاء الْمُرْتَحِل
حَتَّى نَسِيت خَلَّى
وَصَحِب يساهر الْقَمَر
تَاءَه مِنْ حُبِّهَا
فَأَيْن طُرُق الصَّبْر
غسان إبراهيم