النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

رسائل سيلفيا بلاث : أكثر من مجرد رحلة إلى نفس كاتبة !

الزوار من محركات البحث: 25 المشاهدات : 568 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,558 المواضيع: 20,591
    صوتيات: 4589 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 59945
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 1

    رسائل سيلفيا بلاث : أكثر من مجرد رحلة إلى نفس كاتبة !




    “يبدو الأمر كما لو أن حياتي كانت تديرها بشكل سحري تياران كهربائيان: إيجابي مبتهج وسلبي يائس”.
    هكذا كتبت الشاعرة والكاتبة الأميركية المشهورة “Sylvia plath – سيلفيا بلاث“، (1940 : 1963)، لتساعد فيما بعد الكثيرين على فهم طبيعة المرض النفسي. وصفت الكاتبة الأمريكية “جويس كارول أوتس” قصائدها بقولها: “كما لو تم نقشها، باستخدام أداة جراحية دقيقة من الجليد القطبي الشمالي”.

    سيلفيا بلاث وهشاشتها النفسية الشديدة


    صورة للكاتبة والشاعرة الأمريكية الشهيرة “سيلفيا بلاث”.

    و”سيلفيا بلاث” اسمها الحقيقي “فكتوريا لوكاس”، ولدت سنة 1932 فى ماساشوسيتس، ونشأت مع والدها، وهو مدرس ألماني صارم وعالم الأحياء متخصص في دراسة النحل. ظهرت موهبتها المبكرة في الكتابة، تم نشرت عددًا من كتابتها في المطبوعات والمنشورات المحلية، أصدرت دواوين شعرية من بينها “العملاق وآرييل”، “أكثر من طريقة لائقة للغرق“، ورواية وحيدة بعنوان “الجرس الزجاجي“، وفازت بجوائز، وعملت كمحررة، وتخرجت من الجامعة بمرتبة الشرف، كل ذلك على الرغم من الانهيار النفسي، تزوجت من الشاعر الإنجليزي “تيد هيوز”، وكان انتحارها سبباً فى ذيوع صيتها في عالم الأدب.


    الكاتبة “سيلفيا بلاث” لها رواية وحيدة بعنوان “الجرس الزجاجي”.

    قامت “سيلفيا بلاث” بكتابة سلسلة من الرسائل الصريحة إلى صديقها المقرب والطبيب النفسي السابق “روث بيشر” خلال الفترة بين (18 فبراير 1960 و 4 فبراير 1963)، قبل انتحارها في سن الثلاثين.

    الحقيقة أن ما حدث في السنوات التالية، يعدّ بمثابة دراسة حالة في إرث “سيلفيا بلاث” الأدبي. في فترة السبعينات وصلت 14 رسالة إلى السيدة “هارييت روزنشتاين”، وهي عالمة نسوية كانت مهتمة بسيرة “سيلفيا بلاث” الأدبية، غطت تلك الرسائل بالتفصيل الفترة التي عاشتها “سيلفيا” مع زوجها الشاعر الإنجليزي “تيد هيوز”، والذى رحل عن عالمنا 1998.

    ومع كل ما حملته تلك الفترة من صدمات وسقطات لم تنشر السيدة “هارييت” كتابها المنتظر وبقيت تلك الرسائل مجهولة وغير معروفة للقراء حتى عام 2017، عندما تم طرحها للبيع من قبل تاجر كتب أمريكي، وصلت له ملفات السيدة “هارييت” بالصدفة.

    تم نشر صور الرسائل مع مقاطع واضحة عبر الإنترنت، مع انتشار الشائعات حول محتوياتها قامت “سميث كوليدج”، والدة “سيلفيا بلاث” برفع دعوى قضائية. تمت تسوية القضية، وذهبت الرسائل إلى “سميث”، وراجعتها “فريدا هيووز” ابنة “سيلفيا”، والتي تعمل ناقدة أدبية، بعدما علمت بوجودها للنشر المحتمل.


    غلاف الترجمة العربية من كتاب رسائل سيلفيا بلاث.

    وهكذا خرج لنا كتاب The letters of Sylvia plath لأول مرة عام 2017، وذلك على جزأين الأول في أكتوبر والثاني في نوفمبر من نفس العام، وفي نهاية عام 2019 صدرت نسخة مترجمة للعربية للكتاب عن دار الرافدين، تحت عنوان “رسائل سيلفيا بلاث”
    بترجمة “فاطمة النعيمي”.

    عن رسائل سيلفيا بلاث

    ببساطة يمكن تقسيم الكتاب، الذي هو عبارة عن مجموعة من الرسائل، إلى ثلاثة أجزاء تحتوي مراحل حياة “سيلفيا بلاث” كطفلة وابنة وحبيبة وزوجة وأم. وكما هو موضح على الغلاف تشمل الرسائل الفترة الزمنية الممتدة من 1940 إلى 1963، وبالتأكيد يضم مجموعة الرسائل الخاصة جداً المتبادلة بينها وبين صديقها المقرب والطبيب النفسي السابق “روث بيشر”، والتي تحدثنا عنها في بداية المقال.

    كانت كتابة الرسائل هي عادة خاصة جداً عند “سيلفيا بلاث”، فقد اعتادت على الكتابة إلى أمها منذ كانت في العاشرة من عمرها. وعلى الرغم من انتشار أدب الرسائل كصنف أدبي قائم بذاته، إلى أنني لا زلت اعتبره من أكثر أنواع الأدب شفافية وخصوصية، خاصةً عندما يصطبغ بالذاتية التي تميز كتاب “سيلفيا بلاث”، فالأمر يجعل القارئ على دراية بأكثر لحظات ومشاعر الكاتب الخاصة، وكأنه بالفعل ينظر بعدسة مقربة إلى داخل روحها، وهو الأمر الذي يجعلني أفكر في حق نشر مثل هذه الرسائل من الأساس.

    المرحلة الأولى من الكتاب نعرف فيها عن طفولة “سيلفيا بلاث” من خلال رسائلها إلى صديقتها، وحبها لهواية جمع الطوابع، ورسائلها لأمها، ومشاركتها تفاصيل دراستها ورحلاتها ومعسكراتها الصيفية، أيضاً رسائلها إلى جدها وجدتها حيث كانت فتاة ممتلئة بالنشاط والحيوية.

    تحكي “سيلفيا بلاث” في رسائلها عن دراستها الجامعية وأصدقائها، مشاعرها بانفتاح العالم أمامها كثمرة بطيخ كبيرة، فوضى العشرينات وسعادتها بالنشر لأول مرة، وإحباطها لرفض بعض كتابتها، وحكاية وظروف أول محاولة انتحار لها، حتى نصل إلى فترة سفرها إلى لندن حيث يبدأ هنا الجزء الثاني من الكتاب.

    المرحلة الثانية تضمن فترة لقائها بالشاعر “تيد هيوز”، وانبهارها وإعجابها الشديد به وتصوره بشكل مثالي تماماً. وفي الكثير من الرسائل التي تصفه فيها كانت تتحدث عن الفجوة العميقة التي نتجت في نفسها عن فقدانها لوالدها والتي ملأها “تيد هيوز”.

    “لقد كنتُ لمدة أربعة أشهر أعيش بكامل وعيي فيك ومعك فقط، يغمرني شعور عظيم بالوحدة المثالية المأمونة والحماية التي تغلغت إلى عظامي ونخاعها، والآن تهاجمني الأصوات من الصحراء، أصبحت بالفعل أعزل نفسي، والجزء الذي عليه التعامل مع العالم الخارجي ضئيل و ماكر جدًا لدرجة أنه يشبه حبة رمل في عيني المقدسة”.
    في هذا الجزء تصف حياة رائعة بشكل مخيف ومثالية بطريقة تتجاوز الصفة البشرية.. خطابات تصف زواجها من “تيد هيوز” وإجهاضها ثم إنجابها لابنها وابنتها وسعادتها الشديدة بالطفلين، مرحلة خاصة جداً تموج بالصخب والبهجة، أيضاً كان يوجد خطابات لأمها كلها توحي بعلاقة مثالية بين أم وابنتها، ربما مثالية لأنها بعيدة. الأمر الذي يبدو متناقضاً مع كل خطاباتها للدكتور “بيشر” بعد ذلك، التي تصف فيه مقدار جمود مشاعرها تجاه والدتها، الكثير من مشاعر الحقد الدفينة والكراهية المغلفة التي تدهشها هي نفسها.

    هنا نجد أنفسنا وصلنا إلى المرحلة الثالثة من الكتاب، مرحلة اكتشافها لخيانة “تيد هيوز” وهجره لها ولطفليها. التناقض العجيب في نفسها وكأنها تبحث له عن مبرر، اكتشافها لمدى تعلقها وارتباطها به، الشعور بنفسها واقعةً تحت ضغط البيت والأطفال، تواجد أمها في هذا الوقت بالذات، شعورها بخطأ التوقيت وبعدم حياد المشاعر.

    رسائلها إلى طبيبها النفسي وهوسها غير المنطقي بزوجها “تيد هيوز”. الجزء الذي أشعرني أنا شخصياً بأنني لأول مرة أتعامل بانتهاك لخصوصية إنسان بهذا القدر، حتى لو كانت هذه الخصوصية قد أصبحت مشاعاً مطبوعاً على ورقٍ في هيئة كتاب.

    “حتى في الأيام التي أشعر فيها بالسوء، أشعر بالسعادة لحياتي. أن أكون جزءًا من هذه الرحلة التي تسمى الحياة. أن أكون من بين الـ 7 مليار محظوظ. لماذا تم اختياري لوجودي هنا؟ يجب أن يكون لي معنى، أليس كذلك؟ هناك صورة كبيرة رسمت بالفعل لحياتي وإرثتي وسعادتي. أنا فقط يجب أن أثق بذلك”.
    تيد هيوز.. وللقصة وجه آخر


    رواية “أنت قلت” للهولندية كونى بالمنوالتي تحكي قصة “سيلفيا بلاث” من وجه نظر زوجها “تيد هيوز”.

    ومؤخرًا، صدرت الطبعة العربية من رواية “أنتَ قُلتَ” للهولندية “كوني بالمن” ضمن سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ومن ترجمة “لمياء المقدم”؛ لتحكي لنا القصة من وجهة نظر زوج “سيلفيا بلاث” الشاعر الإنجليزي “تيد هيوز”، ليقص لنا تفاصيل علاقته التراجيدية بها.

    ربما تعدّ “سيلفيا بلاث” من أكثر الشعراء -الذين كتبوا بالإنجليزية- رهافةً من حيث اللغة، ربما لأن هشاشتها النفسية الشديدة، والاكتئاب الذي ورثته عن أمها، وصدمة موت والدها التي لم تنجح في التخلص منها أبداً، وصدمتها الشديدة بعد ذلك في خيانة زوجها لها على الرغم من حبها الخالص له، كل ذلك انعكس على نظرتها للحياة وفهمها لها بكل حالاتها وأطوارها وانعكس أيضاً على لغتها وكتابتها المختلفة، مما جعل لها الكثير من القراء حتى بعد موتها. وعلى الرغم من انتحارها فقد كانت تقدّر الحياة حقاً ولها فيها نظرة ثاقبة ممتنة لكل لحظة عاشتها.




    ياسمين احمد - اراجيك

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 28,586 المواضيع: 5
    صوتيات: 432 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 35103
    آخر نشاط: 17/March/2023
    مقال رائع بحق ... شكرا احمد

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Neo مشاهدة المشاركة
    مقال رائع بحق ... شكرا احمد
    استاذنا العزيز
    كل الحب والاحترام

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال