تعرّف على تكامل الإنسان الخارق
*
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
إنّ الإنسان العقائدي أكمل وأقوى من الإنسان الخالي من العقائد .
والعقائد هي الأساسات الفكرية الثابتة .
والعقائد بيتها العقل ، وتأتي الأساسات الفكرية للعقل من النظام المنهجي .
وكُلَّمَا كان العقل صحيحاً خالياً من المشاكل والاستفهامات ، قوِّيت العقائد .

وكُلَّمَا كان النظام صحيحاً خالياً من المشاكل والأخطاء ، توسَّعت العقائد .
وللعقل أجزاء وقنوات ، ولقد اكتشف العلم الحديث أنّ الإنسان لا يستخدم جميع أجزاء عقله ويستخدم الجسم رُبْعها تقريباً أما الباقي فلا يعرفون ما عمله أو فائدته (بحيث أن احد المختصين قال إننا لو رفعنا أي جزء من هذه الأجزاء غير المستخدمة فأن هذا لا يؤثر على عمل المخ) ولقد لوحظ هذا في بعض الحوادث التي تصيب الأفراد أثناء العمل أو في الحروب فلقد حدثت لهم تشوهات وإصابات في المخ ولكن مع هذا كانت أفكارهم وحواسهم صحيحة .
وكلّما فُتِحَ أكبر قدر ممكن من قنوات الدماغ ، ترسَّختْ العقائد وطوِّرت الحواس . فيكون للإنسان القدرة على التجميع والتحليل الاستراتيجي الواسع ومعرفة حدوث الأشياء قبل وقوعها والتأثير في الناس والأشياء الأخرى وتحريك الأشياء مع إمكانية القدرة على التواصل مع الآخرين تخاطرياً ورؤية أشياء لا يراها غيره وسماع أصوات خارج نطاق المدى السمعي للإنسان العادي . وكُلُّ ذلك يعتمد على مدى صحة واتساع الخلايا في قنوات الدماغ . وخصوصاً إذا كان الإنسان من المقربين عند الله عزّ وجّل ، فيصل به الحال إلى حصوله على الولاية التكوينية المحدودة أما الولاية التكوينية المُطلقة فتلك خاصة جداً بخليفة الله المهدي عجّل الله فرجه ، فيكون قادراً على الاستشفاء وإلحاق الأذى بالآخرين وتعطيل وتدمير الأشياء الأخرى ، وله الدعم من قِبل الملائكة الكرام وتقديم الحماية له وتنبيهَهُ عن مخاطر حدوث الأفعال وكشف الأسرار وتغيير الأقدار ومشاركتهم معه في الحروب والجهاد : قَالَ تَعَالَى : ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ .
وَقَالَ تَعَالَى : ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ
[سُّورَةُ الْأَنْفَالِ : 12،9.]

*
إن الوصول إلى هذه الخصائص تتطلب من الإنسان ثلاث عوامل رئيسية :
أولاً ، التفكير العميق (التركيز) :
الذي سماه الرسول محمد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) بـ(حضور القلب) .
عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) يَقُولُ :
نَبِّهْ بِالتَّفَكُّرِ قَلْبَكَ ، وَجَافِ عَنِ اللَّيْلِ جَنْبَكَ ، وَاتَّقِ اللَّهَ رَبَّكَ .
وَعَنْهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ إِدْمَانُ التَّفَكُّرِ فِي اللَّهِ وَفِي قُدْرَتِهِ .
وَعَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ :
لَيْسَ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ ، إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
(الكافي ج2، ص54.)

ثانياً ، التنفس العميق :
وهو التنفس بعمق وليس التنفس العادي الذي نتنفسه وهو أشبه ما يكون عند تنفس الإنسان أثناء النوم وله فوائد جمة كثيرة نذكر منها : أنه يُخلص الجسم من السموم ويُزيل التوتر من الجسم ويُساعد على التخلص من الألم ويُعالج أمراض الجهاز التنفسي ويُحسن من عمل الجهاز الهضمي ويُحسن من عمل الجهاز اللمفاوي ويُحسن من دوران الدم ويُساهم في التخلص من التجاعيد ويُزيل السوائل الزائدة من الجسم ويُحسن الحركة ويُساهم في تهدئة الجهاز العصبي ويُحسن مناعة الجسم ويُجدد من خلايا الجسم ويُساعد في زيادة الطاقة داخل الجسم وتوليدها ويُزيل غاز ثاني أوكسيد الكربون ويزيد من الأوكسجين في الدم مما يحسن من نوعية خلايا الدم بشكل كبير .
ثالثاً ، القرب من الله عزّ وجلّ :
إذا كان الإنسان لا يملك حظوة عند الله تعالى فقد يُحْرَمُ من الكثير من العمليات والخصائص والتي تتطلب الموافقة من خليفة الأرض .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

علامات بداية حصول الإنسان على القدرات الخارقة :
يحس الشخص بنوع من الضغط الخارجي على الرأس أو الإصابة بنوع من الحكة أو الوغز في قمة الرأس أو على جوانبه وكذلك وجود وغز حول الكتفين ، ومن الممكن جداً أن يصاب هذا الإنسان بحاله تشبه الصرع (وهي غير الصرع وغير مؤذية إطلاقاً) وهذا كله نتيجة لفتح أبواب جديدة في المخ وتستمر الأعراض لعدة أيام .
*
تكامل الإنسان في زمن دولة الإمام المهدي :
1- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : وَيَقْذِفُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ الْعِلْمَ ، فَلَا يَحْتَاجُ مُؤْمِنٌ إِلَى مَا عِنْدَ أَخِيهِ مِنَ الْعِلْمِ . (مختصر بصائر الدرجات : ص201.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ ، فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَكَمَلَتْ بِهِ أَحْلَامُهُمْ . (الكافي ج2، ص54.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : وَتُؤْتَوْنَ الْحِكْمَةَ فِي زَمَانِهِ ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَقْضِي فِي بَيْتِهَا بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) . (البحار : ج52، ص352.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ ، مَدَّ اللَّهُ لِشِيعَتِنَا فِي أَسْمَاعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقَائِمِ بَرِيدٌ ، يُكَلِّمُهُمْ فَيَسْمَعُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي مَكَانِهِ . (البحار : ج52، ص336.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ فِي زَمَانِ الْقَائِمِ وَهُوَ بِالْمَشْرِقِ لَيَرَى أَخَاهُ الَّذِي فِي الْمَغْرِبِ ، وَكَذَا الَّذِي فِي الْمَغْرِبِ يَرَى أَخَاهُ الَّذِي فِي الْمَشْرِقِ . (البحار : ج52، ص391.)