TODAY - 28 September, 2010
قالوا إن هذا الإجراء يهدد الأمن في المحافظة.. وتحدثوا عن دوافع «طائفية»
شيوخ الأنبار: سحب رتب الصحوة وخفض رواتبهم هدية الحكومة للقاعدة
بغداد - ليلى فاضل وعثمان المختار
قال شيوخ عشائر وعناصر من الشرطة في محافظة الانبار ان المئات من ضباط الشرطة هناك، ممن كانوا سابقا قادة لقوات الصحوة، سيتم نزع رتبهم. وقال الضباط ان هذا التحرك من قبل وزارة الداخلية التي تشرف على الشرطة العراقية سيهدد الأمن في الانبار، التي كانت ذات يوم معقل المتمردين.
في عام 2006 ظهرت مجموعة "الصحوة" وتولت محاربة القاعدة بدعم عشائري واميركي. وكان البعض من افرادها من المتمردين السابقين. وتم تطبيق هذه الاستراتيجية في مختلف ارجاء البلاد بتأييد وتمويل اميركي. واصبح ما يُعرف بـ"ابناء العراق" ضمانة تساعد على احلال الهدوء في المناطق السنية التي كانت مضطربة.
وفي 2007، حول الجيش الأميركي العديد من أعضاء الصحوة في محافظة الانبار إلى ضباط شرطة. والآن فان الكثير، مثل هؤلاء الرجالِ الـ 410 الذين يجري تجريدهم من رتبهم، مستهدفون من قبل تنظيم "القاعدة في العراق"، او يعتقدون ان الحكومة التي يقودها الشيعة تحاول التخلص منهم.
ويقول احمد ابو ريشة الزعيم العشائري في الانبار وقائد الصحوة ان اللجنة التابعة لوزارة الداخلية المسؤولة عن قرار نزع الرتب من ضباط الصحوة، هي لجنة "طائفية". ويضيف "عندما ترمي اللجنة من حاربوا القاعدة، في الشارع، فان ذلك سيشكل دعما للقاعدة، وهو ما اتوقع ان تكون له نتائج منذرة بالشؤم".
وحذر زعماء القبائل وضباط الشرطة في محافظة الانبار من أن مثل هذا التحرك يمكن أَن يزعزع أمن المحافظةَ في وقت يتواصل فيه الجمود السياسي منذ الانتخابات البرلمانية التي مضى عليها اكثر من ستة اشهر. واتهموا وزارة الداخلية بانها تقوم بتنزيل رتبهم لغرض ترقية غرباء غير مؤهلين، بدلا عنهم.
وتجمع عشرات الرجال في مقر ابو ريشة في محافظة الانبار السبت الماضي، للاحتجاج على امر صادر من وزارة الداخلية يخير ضباط الصحوة بين مغادرة الشرطة أو نزع رتبهم ليبقوا كأفراد شرطة مسلكيين.
وهذا التحرك قد يُبعد الطائفة السنية اكثر عن الحكومة الانتقالية التي يقودها الشيعة. ويتهم العديد من السنة الزعماء الشيعة بمحاولة سرقة الفوز العلماني – السني الذي تحقق في انتخابات السابع من آذار (مارس). لكن كتلة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي فازت بفارق ضئيل وبذلك سيكون من المستحيل على الزعيم الشيعي، الذي ضمت دائرته الانتخابية الناخبين السنة والعلمانيين بشكل كبير، الحصول على منصب رئيس الوزراء.
وقد طلبت مجموعة ضباط الصحوة من رئيس الوزراء نوري المالكي ابطال الامر القاضي بإبعادهم، قائلين ان الامر "هو هدية تقدمها الحكومة على طبق من ذهب الى منظمة القاعدة في العراق".
وقال ابو ريشة في مقابلة أجريت معه "انا احث المالكي على حل المعضلة، وان لا يسارع في تطبيق القرار وبذلك لن يكون هناك فراغ امني".
وقالت مجموعة الضباط ان القرار يبدو وكأنه ذو دوافع سياسية، لكنهم لم يتهموا حزبا معينا.
اما المسؤولون في وزارة الداخلية فيقولون ان القرار تم اتخاذه لان هؤلاء الرجال غير مؤهلين لحمل الرتب التي حصلوا عليها.
ويقول عدنان السعدي وكيل وزير في وزارة الداخلية والمسؤول عن الإدارة وملاكات الموظفين ان العديد منهم لم يتم ابدا منحهم الرتب في المقام الاول.
ويضيف "هؤلاء لم يتخرجوا من كلية عسكرية او من اكاديمية شرطة، وغير حائزين على الشروط التعليمية الاساسية ولم يتم التصديق عليهم من قبل الحكومة المحلية للمحافظة".
ويضيف السعدي ان لجنة خاصة بوزارة الداخلية كُلفت بمهمة تدقيق ملفات قوات الشرطة في عموم ارجاء البلاد، وان حوالي 1490 ضابطا، بضمنهم خمسة وتسعون من الانبار، تمت المصادقة عليهم وقد انتظموا في مسارات الشرطة. مشيرا الى ان مجلس الوزراء وسلسلة الوزارات صادقت على القرار قبل صدوره وارساله لمحافظة الانبار.
ويقول الرائد رحيم زين رئيس قسم العلاقات والاعلام في شرطة محافظة الانبار انه سيفقد رتبته وجزءا من راتبه.
ويضيف انه كان عضوا في "الصحوة"، وقد قُتل اخوه وابن اخيه وثلاثة من ابناء عمومته في المعارك الدامية التي جرت في عامي 2006- 2007 وانه فقد اقارب آخرين.
ويقول "لقد ضحينا بدمائنا وبعوائلنا. واعتقد انهم يريدون اعادة المحافظة للمربع الاول. وانا خائف مما سيحصل اذا نحن غادرنا. وحتى المواطنين العاديين يخافون مما سيحصل".
ويقول محمد راشد مساعد لمدير شرطة الانبار انه وعلى الرغم من نقص مؤهلات هؤلاء وهم 410 من الضباط، فان المحافظة تحتاجهم.
ويضيف "اذا كانوا يصرون على ابعاد كل هؤلاء الضباط، فاننا سنعاني من نقص كبير، وفي تلك الحالة علينا التقليص من مراكز الشرطة، او سيكون على وزارة الداخلية احلال آخرين محلهم".
ويوجد في محافظة الانبار 30 الف شرطي فقط. ويقول عنهم محمد راشد "انهم أبناء العشائر، وهم من قاتل القاعدة في العراق.انهم أبطال".
عن واشنطن بوست