.
جرافيتي
…
تَسَعُ طاولة المقهى
الجميع
تسمعُ حناجرهم
توزّعً الشوارع وميادين اللقيا
جدرانُ دكرنس
يُخضبها الاشتراكيون بعُلبِ «الاسبراي»
رسمُ القبضة بالأحمر
والكلام أسود كالخبز المدعوم
هكذا تُدهن الأحلام.
«حدّ أدنى للأجور.. للى ساكنين فى القبور»
يزعقُ سورُ المدرسة كي
يمرّ الرزقُ إلى الجيوب
دون سلف.
«حدّ أقصى للأجور.. للى ساكنين فى القصور»
ويقصدكَ الناسُ فرادى،
مشجعين،
ومنهم منْ يُسلّى نفسه آخرَ الليل.
يغضبُ عاملُ محلٍّ دون أن يقرأ ما نكتب.
يتوقف «التوك توك»..
ويسألُ الزبونُ عن هويّتنا..
.
الناس فرادى يقصدونكَ وهذا جيد.
أعينُهم تحفظكَ من البوليس،
وحلاوة الجرأة تُرشدكَ لبيتِ المأمور
لتلوّن الإسفلت والنياشين وقماش البِدل
بسبراى المحو.
نُلقى الفوارغ وأجسادنا
على آخرِ رصيفٍ نصلهُ
نصطفُّ فى الصورةِ
للذكرى
واحتمال السجن.
***
الدّمعُ ينضبُ من عينيّ
الحياةُ صعبة.
المالُ فى بنايةِ بنك،
ونفتشُ جرائدَ رخيصة
عن حصصٍ
لغسلِ كُلْية
أقفُ ساعةً فى طابور
لأقول أنّى مريض!
أفرحُ بالتذكرةِ
وبالمستشفى
يحضرُ وفدٌ لإصلاحِ خُردة
فأفرحُ بالنَفَس،
بقريبٍ، يعملُ فى الحكومة
يعدُ كمديرٍ للحياة
بسنةٍ أخرى من المشي.
أرمى فى المعدة أى علاج للحزن
الحياةُ صعبة.
***
فى قلبى حياةٌ
لكنّى أخاف على حياتى
من قلبٍ
نبضه ضعيف
من خطوةٍ خاسرة قد تضطرُّ الموت
لأن يسند كوعه عليه!
***
البرجُ الذى بنته أمي
بصحتها
بجزءٍ من صحتها مع إبرِ الأنسولين
تهدم. بدَا عالياً لكن تهدم.
لم يبق إلا شباكين
بهما
أقبّلُ عروق الطيبة الزرقاء فى كل يدها
منهما
تنزلُ دمعات تلمحها الجدران لا الناس
..
– أين الشعراء؟
– فى السجون.
منقوول