.
قنينة شغب
كنا نمشِّط للأشجار فرحها
أنا وأخي الأصغر
نتبادل الأدوار بين مؤخرة السنة ومقدمة الليلك
تصفعنا الفكرة
نهدي للنبع أمنياتنا له بالارتواء
نعبر قوس قزح بشتيمة ابنة الجيران
في الحقول نترك أفواهنا مشرعة للريح
نقهقه مع الفراشات الشاردة من لعنات الخالة
لم يعد يقترف النميمة بحق يعسوب بلل صدر الظهيرة
كان يشتري قدحاً من الضحكات المبكرة
وأنا أكتفي بدموع الليل البائتة
يداه باردتان
تجلبان الأسماك الصغيرة من نهر أمانيه الطرية
و يداي ساخنتان
تجلبان الأفاعي من صليل الوقت
الآن أعرف لماذا رحل
كان يفاخر بأن السماء بيته
ولن يترك الدخان يتصاعد منها،
و أفاخر بأبخرة الحساء
و بطفلة منحتني قُبلة الغروب خلسة منه
كنا نخبر الأضاحي كل عيد بالمخابئ السرية
ولا تصدقنا
ذات مطر ألمّ بي
أبعد البرق عن كاهلي
وترك لي صوته في الرعد
كلما أمْطَرْت الآن
أصافح ضحكته
وأحتفظ بالرعد داخل قنينة شغب
أما البرق
استعدتُ غصته من حرائق السماء
لا مطر دون قهقه وبكاء
ولا فرح دون دم .
منقوول