.
في الوقت السري الذي أهرع إليه
أتحسّس ُ
مزاجَ الطبيعةِ
الهادر
على نحو مبالغ
كأنه يخصّني وحدي
كأن عاطفتي هي التي تُسَيِّرُهُ
الجوُّ عاصف
الريحُ تدور
تطرقُ الابوابَ
وتوجّهُ الأنفاسَ إلى أماكنها القصيّة
أجلس أمام المقعد الفارغ
ولا أراه فارغًا
أراكَ أمامي
بعينين مضيئتين تحدّقان في وجهي
أراكَ تقترب
تأخذ يديَّ تمرّرهما على خدّيك
وتَنفرِدُ بفمي وهو يأكلُ متململاً
صامتًا
رائحة القهوة الفادحةِ
على مقربة من روائحي
تختلط الأصواتُ
الريحُ
الموسيقى
الأذانُ
العصافيرُ التي تقطر أصواتُها على الزجاج
وفيض صوتك البعيد الذي يحطّ على صدري.
//
عبرتُ الأخطاءَ
ظلاًّ ينسربُ بين الشّقوق
مفاتيحَ لا جدوى منها داخل الأقفال
سوى الصَّرير.
عبرتُ الأخطاءَ، نطقتُ بها
كنثارِ حبرٍ يطرطشُ البياض
كانتحار الخشيةِ عند أوّلِ الكلمات
كسكّينٍ تحزّ ولا تَقطَع
وفيها قضيتُ.
.
خَدَرُ وَخزٍ لا يموت
ارتجافاتٌ تحت الجلد
وريحٌ لا هوادة فيها
تُبَدّلُ الصُّوَر…
منقوول