هي الظّرفُ أو الجارّ الأصليّ مع المجرور، وسمّيت شِبْه جملةٍ لأنّها مركّبةٌ كالجُمل، فهي تتألّف من كلمتين أو أكثر، لفظا أو تقديرا،
وهي غالبا ما تدلّ على الزّمان أو المكان، ولهذا فهي تُغني عن ذكر الجملة أحيانا وتقوم مقامَها، من ذلك قول الشّاعر:
وعاذِلةٍ هبّتْ بِلَيْلٍ تَلومُني \\// ألا لا تَلوموني كَفى اللَّوْمَ ما بِيا
والتقدير: كَفى اللّومَ ما استقرَّ بي، فقد تعلّق الجارّ والمجرور بمحذوف، وجاءت شبه الجملة نائبةً عن الجملة (استقر) . وقيل: سُمّيت
شبهَ جملةٍ لأنّها متردّدة بين المفرداتِ والجمل فليست من هذه ولا من تلك . وبما أنّ الجارّ والمجرور يفيدُ الظّرفيّةَ الزّمانيّة أو المكانيّة
في الغالبِ، فقد توسّعَ النّحاة في معنى الظّرفيّة، فأطلقوه أحيانا على الجارّ والمجرور وجعلوه مرادفاً لشِبْه الجملة
والتّعلّق هو الارتباطُ المعنويّ لشبه الجملة بالحَدَث، وكأنّها جزء منه، به يظهر معناها ويكتمل، لأن شبه الجملة ترِدُ تكملةً للحدثِ الذي
تُقيِّدُه، فيتمّ معناها بهذا التّعلّق، أمّا الحدث فيعملُ في شبه الجملة التي تتعلّقُ به

للتوسع، راجع كتاب:
- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، لابن هشام الأنصاري، ص:566، تح. د. مازن المبارك، دار الفكر، بيروت، ط.5، 1979
- إعراب الجمل وأشباه الجمل، الدّكتور فخر الدّين قباوة، ص:271، دار القلم العربي، حَلَب، ط.5، 1409-1989
- إعراب الجمل وأشباه الجُمل، د.شوقي المعرّي، ص:133، دار الحارث للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، ط.1، 1997

2- أمّا إعراب شبه الجُملة:
فهو بالتّعلّق المذكور أعلاه، ففي المثال السابق: "زيْدٌ في الدّار": زيد مبتدأ، وفي الدّار جارّ ومجرور متعلّقانِ بخبرٍ محذوف تقديره استقرَّ
أو مُستقِرّ، فلا يُتصوّرُ أن يكون الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا، ولكنّ النّحاةَ لمّا أعربوهما خبراً فعَلى سبيل المجاز لا الحقيقة، فالظّرف أو الجار
والمجرور خبر مجازاً، أمّا الخبر الفعليّ فهو الذي يستحقّ أن يُخبَرَ به عن المبتدإ وتكتملَ به فائدة الجملة