ذات صباح طار عصفوري
من شرفة بيتي محلقا
نحو الأفق البعيد
حتى توارى بين الغيوم عني
صوب أمي ليبلغها أخباري
حكى لها بكل أنين
عن كل أسراري وهمومي
وبدمع غزير بكت
بكاء الأم الحنون
رفعت كفيها تدعو ربي
ليحميني من غيري ونفسي
وبرقة وعطف دللت
وأطعمت عصفوري
لم يبخل بغناءه لها
بل أطربها وأشداها
وأعذب الترانيم والألحان
أسمعها إلى أن ارتوت
في المساء وانا اترقب عودته
نظرت بلهفة من شرفتي
والشوق قد أضناني
لاح لي من بعيد آت
يرفرف بجناحيه نحوي
عاد عصفوري من رحلته
مبتهجا قابلني
كيف لا ؟ وقد أسقته أمي حبها
همس لي فرحا من شوقه همستها
فحضنته برفق وحنان
وأنا أتنسم عطرها
ودموعي كجدول تنحدر من خذي
حن عصفوري ولعبراتي غنى لي
ماسحا إياها بجناحيه
أطربني حتى يعيد بسمتي
وفرحة غابت عني..
سميا دكالي..