وأنا على الشرفة متأملة
ورياح الخريف تداعب وجهي
أصغي إلى حفيف أوراق مبعثرة
لأشجار تناثرت في كل اتجاه
بعد أن أخذ منها الزمن حتى اصفر لونها
هو الخريف لم يرحمها حتى التهمها
اجترني الصمت فأخذني لحلمي
حلم لم يضع بل ظل حبيس نفسه
تمنيت أن أطوي مسافاتي لأبلغه
وأنا تحت سماء أرقب بشوق
نجوما بين سواد سمائها
كشعلة متلألأة تتراقص بين عيني
لتأخذتني إليها فأرتل عبق ذكرياتي
سألت خريفي بكل حنين
متى تحرر حلمي؟
لم يجبني بل أخذ معه باقي أوراقه
وكأنه يخبرني أن ما كسر محال عودته
أشعرني بتساقط أيامي حتى شبهته
ربما لن أشبه أشجاره في أغصانها
فهي تظل وإن تعرت من أوراقها
تحيا على أمل عودة ربيعها
ليلبسها حلة جديدة فيحيي روحها
بعد أن يروي الشتاء جدورها
تلك فلسفة الحياة الدائمة
تظل الطبيعة تعيشها
عدت لذاتي وأنا أرثي
حالي بل وحال البشر وأيامه
تتساقط كالأوراق دون عودة
لتتركنا نحيا على ذكرياتها
وعلى الأطلال نبكيها
تبقى حكمة ربي نقضيها
فما نحن سوى أوراق لأعمارنا..
سميا دكالي ..