أنا المراة التي عشقت في البحر تمرده
ولجأت إليه كطائر غريب عند المغيب
كم صنعت زوارق من ورق له
وبيد مرتعشة كتبت كلماتي بداخلها
لأشرعها بعيدا بين عباب أمواجه
خذلتني لتختفي بين مده وجزره عني
إلى أن غاصت حتى لم تعد تتراءئ لي
كم حزنت وأنا أسأل نفسي
هل سيحتفظ البحر بكلماتي
أم سيطويها مع أمواجه العاتية
وتضيع معها أثير ذكرياتي وما تبقى مني
تمنيته أن يدخرها لي بين ثنايا أعماقه
بل أن يختار محارا ويحكم الإغلاق عليها
عشقي للبحر حملني أن أهذيه ما بداخلي
وعشقه لي جعله يتمرد على كلماتي
وللنسيان يستدرجني غصبا
وكأنني أسمعه يهمس لي على وقع أمواجه
ان أترك ماضي وأكمل مشواري
وهو يغمرني برائحته وبالأمل يملأ قلبي
جمعت بين كفي ماءه المالح وغسلت وجهي
ومن دموعي ارتوى حتى اكتفى من حناني
وبسعة أمواجه ارتميت في حضنه
لأنسى أمسي وأعود لغدي
هو البحر مسكون بتلابيب كل معشوق
شاهدا منذ الأزل على حكايات عشق
وعلى الشطآن سامعا لأنين عشاق
وللحيتان وهي تبكي في الأعماق..