بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روي أن رجلا أضلته النواصب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويسبه إذا رآه ويشتم عليا – عليه السلام – . فقال له بعض جلسائه يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر، فنهاهم عليه السلام عن ذلك أشد النهي، وسأل عن هذا الرجل، فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب فوجده في مزرعة، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به: لا توطئ زرعنا، فتوطأه أبوالحسن – عليه السلام – بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه، وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟
فقال له: مائة دينا.
قال: وكم ترجو أن تصيب فيه؟
قال: لست أعلم الغيب،
قال: إنما قلت لك كم ترجوأن يجيئك فيه
قال: أرجو فيه مائتي دينار.
قال: فأخرج له أبوالحسن – عليه السلام – صرة فيها ثلاث مائة دينار
وقال: هذا زرعك على حاله، والله يرزقك فيه ما ترجو.
فندم الرجل وهو يرى حلم الإمام وكرمه على ما بدر منه تجاهه، فقام فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه، فتبسم إليه أبوالحسن – عليه السلام – وانصرف.
ولما ذهب الإمام – عليه السلام – إلى مسجد جده الهادي – عليه السلام – وجد ذلك الرجل جالسا، فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. قال: فوثب أصحابه النواصب إليه فقالوا: ما قصتك؟ قد كنت تقول غير هذا، قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام فخاصموه وخاصمهم، فلما رجع الإمام – عليه السلام – إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل ذلك الرجل: (أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم، وكفيت به شره).