بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اذا كان الامام موسى بن جعفر يلقب بزين المجتهدين والعبد الصالح ويوصل ليله بنهاره في العبادة ويخوض غياهب السجون ويضحي بلذائذ الحياة ويبذل ماله وحياته في سبيل الوصول الى الله ونيل رضوانه والعمل على انقاذ الانسانية ووضعها على طريق الهدى ومسيرة الايمان الخيرة.
وقد حدثنا التأريخ عن علاقة الامام بالله تعالى وعن عبادته وزهده وتميز شخصيته في المعرفة الربانية والتوجه الرباني واكد انه كان(ع) كما كان خلق آبائه القرآن، فهو كتاب الله ووعاء الوحي والرسالة ومصدر الاشعاع والنور والهداية، وقد كان الامام موسى الكاظم(ع) دؤوباً على قراءة القرآن حريصاً على حفظه وترتيله والعمل بمبادئه وقيمه والتمسك بمنهجه ورسالته.
وكان(ع) اذا قرأ القرآن تفاعل مع آياته وانفعل بمحتواه ودعوته، فقد ورد في وصف علاقته بكتاب الله تعالى: (احفظ الناس بكتاب الله واحسنهم صوتاً به، وكان اذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المجتهدين) وكان لشدة علاقته بالله تعالى وشوقه اليه وسعيه الى رضاه يسعى حاجّاً الى بيت الله الحرام مشياً على قدميه فقد روي انه(ع) حج اربع مرات ماشياً على قدميه هو واخوه علي بن جعفر (عليهما السلام).