قبل ان يأخذ العرب نظام الترقيم و رموزه عن الهند، كانوا يستخدمزن حساب الجمل القائم على إعطاءه كل حرف من الحروف الأبجدية قيمة معينة. وهذا جدول بقيمة كل هذه الحروف :
أ = 1 ك = 20 ب = 2 ل = 30 ج = 3 م = 40 ش = 300 د = 4 ن = 50 ت = 400 هــ = 5 س = 60 ث = 500 و = 6 ع = 70 خ = 600 ز = 7 ف = 80 ذ = 700 ح =8 ص = 90 ض = 800 ط = 9 ق = 100 ظ = 900 ى = 10 ر = 200 غ = 1000
فإذا أردنا أن نرمز إلى على عدد غير وارد فى هذاالجدول، فما علينا إلا من تركيبه من حروف ملائمة، مثلاً: 14 = يد، 69 = سط، 1854 =غضذ.
ولما كان الهنود وضعوا أشكالاً متنوعة من الأرقام،فقد أختار العرب منها شكلين تبنوهما و هذبوهما :
- الشكل المعروف بالأرقام الهندية و المستعمل بينعرب المشرق اليوم ( الأرقام بالعربى )
- و الشكل المعروف بالأرقام الغبارية، لأن الهنودكانوا يرسمون أرقامهم على مسطحات من غبار ناعم. وهو الذى استخدم فى الأندلس ومنهاتسرب إلى أوروبا حيث عرف بأسم الأرقام العربية : 1,2,3,4,5,6,7,8,9. فأستغنى الغربعن الأرقام اللاتينية بعدما تبنوا الأرقام العربية.
- ثم أضاف العرب إلى هذه الارقام التسعة الصفر zero و أعطوه شكل النقطة (.) فىالنوع الأول وشكل الدائرة (0) فى النوع الثانى. وهكذا أصبح عدد الأرقام عشرة عوضاًعن تسعة.
هذه الأرقام سهلت عمليات الجمع و الطرح و القسمةلأنها صالحة للنظام العشرى، بحيث يصبح لكل رقم قيمتان، قيمته الذاتية و القيمةالتى يكتسبها من مرتبته. أما أستخدام الصفر فقد اسهم فى تسهيل العمليات الحسابيةالمتنوعة.
ويزعم بعضهم أن العرب عرفوا الكسور العشرية، ولميستعملوا الفاصلة بين العدد الصحيح و الكسور بل وضعوا إشارات متنوعة من الحروف أوتركوا فراغاً بين العدد الصحيح و المكسور.
الجبر :
العرب هم الذين أعطوا علم الجبر أسمه، وعنهم أخذتأوروبا هذه التسمية و تبنيها (Algebra)، ولقد عرف اليونان الجبر وتوصلوا إلى حلمعادلات من الدرجة الثانية، غير أنهم كانوا يجهلون الرموز الجبرية وكانوا يحلونالمعادلات بطرق هندسية معقدة. وكانت طرقهم فى حل المعادلات غير موحدة فتختلف من رياضى إلى آخر. وهكذا أخذ العرب عن اليونان جبراً يحتاج إلى تنظيم.
و الخوارزمى فى كتابه " الجبر و المقابلة" أخترع جبراً عصرياً إذ حول الأعداد إلى عناصر علاقة. كما وضع العرب لعلمالجبر رموزاً سهلت أستخدامه و جعلته قابلاً للتطور. من هذه الرموز: حرف " ص" للدلالة على الجذر، ورمز " س " للدلالة على المجهول الذى سماها العرب شيئاً.
ثم أن الرياضيين العرب وضعوا أسس الهندسة التحليلية بأستخدامهم الجبر فى حل المسائل الهندسية، و بأستخدامهم الهندسة فى حل مسائلجبرية.
المثلثات :
لا نبالغ إذا قلنا أن علم المثلثات علم عربى دونأدنىتحفظ. فرياضيو العرب فصلوا علم المثلثات عن علم الفلك بعدما كانا علمينمتداخلين. و الرياضيون العرب أدخلو " الظل " أو المماس، وظل التمام و القواطع، و الجيوب، فأدت هذه الاستفادة إلى تسهيل كثير من الأعمال الرياضية ...
الهندسة :
لم يحقق رياضيو العرب فى الهندسة ما حققوه فى علمى الجبر و المثلثات من أبتكارات. ومرد ذلك أن اليونان، وفى طليعتهم اقليدس، أكتشفوا معظم نظريات الهندسة ذات الأبعاد الثلاثية. لذلك كان مجال الأستكشفات ضيقاً. غير أن العرب أسهموا أسهاماً كبيراً فى نقل الهندسة اليونانية إلى العربية، وشرحها. كما طبقوا النظريات الهندسية على أعمال مفيدة، فأخرجوها من نطاقها النظرى البحث إلى النطاق العملى.
وقد ترجم العرب كتاب " اقليدس " الذى يسمى " كتاب الأصول الأركان ". وهو يشتمل على خمس عشر مقالة : أربع مقالات فى السطوح، وواحدة فى الأقدار المتناسبة، وواحدة فى نسبة السطوح بعضها إلى بعض، وثلاث مقالات فى العدد. وضع ابن الهيثم كتاباً من طراز كتاب اقليدس وضمنه قضايا جديدة.
ووضع محمد البغدادى رسالة عالج فيها " الخط المستقيم"، ومسائل فى المثلثات و المربعات و المخمسات.
كما وضع العرب دراسات عن المكافئ و الزائد و الناقص، و دراسات عن المساحات و الحجوم. ووضعوا أصولاً لرسم المضلعات المنتظمة و تمكنوا من خساب نسبة محيط الدائرة إلى قطرها.