عند عودة الأم إلى المنزل بعد الولادة يجب عليها أن تعرف أن الطفل الذي في المنزل هو الذي ينتظرها بالفعل وليس الطفل الثاني؛ لهذا أنت واقعياً تتعاملين مع مشاعر الطفل الأول إضافة لدورك في البحث عن كيفية خاصة تتعاملين بها مع الطفل الثاني؛ احتياجاته وسبل مراعاته حتى يشب طفلاً سوياً لا يشعر بأنه مهضوم الحق ولم يأخذ حقه؛ كحال كل طفل ثان ..معنا الدكتورة فؤاده هدية أستاذة طب نفس الطفل بعين شمس لتوضيح الطريق الأمثل.
التوفيق بين الطفل الأول والطفل الثاني



بعد عودتك وقدوم الطفل الثاني عليك الاهتمام ببعض الأشياء التي تسّهل الوضع الجديد، أولها ألا ترضعي الوليد أمام الطفل الأكبر لمدة أيام، ثم تقومين بعد ذلك بتوضيح الأمر ؛ بأنه كان يأكل بهذه الطريقة عندما كان مولوداً، وأن تتقبلي أي مساعدة يقدمها دون أن تشعريه بأنه أكبر بكثير من المولود الجديد.فهي مشاعر تضايقه، واتركي له الفرصة ليتصرف بطريقة مماثلة للمولود الجديد شرط أن توافقي على تصرفاته؛ حتى لا يبالغ ويصبح طفو ليا في مشاعره أكثر من المولود الثاني، أشعري طفلك الأول بأن سنه الكبيرة تعطيه بعض المميزات التي لا تُعطَى للطفل الثاني مثل حصوله على مصروف أو استيقاظه متأخرا أو اصطحاب والده له في نزهة بدون أخيه الرضيع، ولا تسأليه عن قدر حبه للمولود الجديد حتى لا يشعر بالذنب؛ فالحقيقة أنه يشعر بالغيرة تجاهه لذلك احرصي على عدم تركهما وحدهما.
طرق للتوازن بين الاهتمام بالطفل الثاني وغيرة الأول


  1. لتسهيل عملية التأقلم على الأم أن تستعد نفسياً لإنتظارعودة العادات السيئة التي كان يقوم بها الطفل الأكبر؛ كنوبات الصراخ والبكاء والتبول في السرير مع الحرص على التعامل مع الطفل الثاني كما كانت تتعامل مع الطفل الأول لتثبت لنفسها أن الوضع لم يتغير، وأن تجد التوازن في وقتها بين الطفلين، ولا مانع من إشراك الأول في رعاية الثاني وإدخاله في عالم شقيقه.. بتبسيط الأمور له وشرحها.
  2. أشركي طفلك الثاني بنشاط مماثل للطفل الأول حتى يشب آمناً سوياً غير محروم من أي امتيازات أو معاملة خاصة حظي بها الأول؛ حتى لا ينظر إليك على أنك تهملينه، وساعديه على اكتشاف مهاراته الإبداعية بكل الطرق كالرسم والكتابة ولا تنسيْ التعبير عن حبك له وقت غضبه واحتضانه فور سماعك لبكائه.وداومي النظر إلى عينيه ويديه وحركاته وقومي بتصويره وتسجيل لحظاته وحركاته الحلوة، واهتمي بتفاصيل حياته وحاجاته واجلبي له الجديد ولا تكتفي بالأخذ من الطفل الأول لا تشغلي بالك بالخوف من عدم قدرتك على الحب من جديد، فالحب سيوزع بين الطفلين ولكل طفل مشاعر خاصة من نوع خاص على حدة.

اهتمي بتنمية الحب في قلب الطفل الثاني



كلما كبر طفلك الثاني وبدأت شخصيته في البروز، ستربطك به رابطة سحرية وكأنك تشاهدينه لأول مرة، بعد أن نجح في زرع حبه في قلبك وبقوة بطريقته الخاصة، والحقيقة تقول: إن الحب يتضاعف بوجود العناية والاهتمام والتوازن في توزيع الحب بين الأخوات، لذلك عليك إبقاء الطفلين- الأصغر والأكبر- بالقرب من بعضهما البعض ، قد يبدو الأمر صعبًا في البداية ولكن مع مرور الأشهر سيحبان بعضهما حباً جماً ولا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما،فالحب بين الإخوة يخلق أسرة سعيدة.
حددي المهام والالتزامات المطلوبة منك وخصصي وقتاً لكل منهما حتى لا تبدأ حياتك في الخروج عن السيطرة، ومع الطفل الثانيابدئي في تخصيص وقت تشترك فيه العائلة؛ يتحدثون ويشاهدون فيلماً عائلياً كنوع من بث الدفء العائلي، واستغلي الوقت للتحدث عن مشاكل طفليك وما يحبونه وما يكرهونه.وأشعري كلاً منهما بحبك وتقديرك وقيمته في قلبك كأم، وتحذير خاص من أن تذهبي بطفلك الأول إلى الحضانة فور قدوم الطفل الثاني؛ فيشعر بأنه أصبح غير مرغوب فيه.وتذكري أن أحب الأبناءإلى الأم: "الصغير حتى يكبر..و.." ولكل طفل معزته الخاصة.