.
ماذا لو كنت كتبت :
” بقبلة استباقية باغتُ الليل العبوس
وفضضت بكارة ظلمته
وضاجعت كل
الأقمار و الشموس”
بالطبع ستهجرني الحبيبة
وسترمي لي قلبي في وجهي
– أعلم أنها لاحقا
ستندب حظها
وتتمنى لو كانت مكانهم
وعندما تعود لتقتفي أثر قلبي
سأكون قد مت-
الخليليون سيقضون ساعات طويلة
وهم يثبتون أنه مجرد كلام بلا معنى
هذا فضلا عن موسيقاه الجافة
التي لم تبتل ببحر
الحداثيون سيرون أني صبأت
بقصيدة النثر
وأني لم أكن أصلح لها من الأساس
سيرميني اليساريون الجانحون بالعمالة
-حيث مفردة “استباقية” كفيلة بتأكيد ظنونهم-
وسيطالبون برأسي
عند أول تشكيل وزاري
أما المعتدلون سيدركون المغزى
وأني فهمت اللعبة
ومع هذا فأنا مازلت في نظرهم غبيا
لأني فهمت هذا متأخرا كالعادة
أصحاب العمائم الخضراء والسوداء والبيضاء
سيحلون دمي- المتخثر من بعد القبلة-
لأني أمارس الجنس الفموي مع الليل
والصُراح مع الظلمة والأقمار والشموس
وربما يصل الأمر إلى إزدراء الأديان
في البرلمان سيحملونني مسئولية
انحدار الذوق العام
وتحرشات عيد الفطر الدائمة في شارع جامعة الدول
والهياج العام للناس في الصيف
سيوصون بمنع قصائدي من النشر في الصحف القومية -التي لا أراسلها أصلا-
القانونيون سينظرون للأمر نظرة ضيقة جدا
ويطالبون بإدراج اسمي في قائمة المثليين
حيث أن الليل (مذكر)
أما الظلمة (مؤنث) أتيت بها
فقط من أجل التقية الجنسية
الذين ارتخت أيامهم ونامت أسبابهم
سيبتسمون ابتسامة صفراء في وجهي
ومن خلفي سيتهامسون بحسرة:
من أين أتي بكل هذه الفحولة هذا اللعين؟!
سيحدث كل هذا بينما أنا منهمك بالبحث
عن قلمي الذي سأكتب به
هذه القصيدة .
منقوول