.
هؤلاءِ سيموتونَ بلا أجساد
…
إلى مهدي النفري وهو يبيع رأسه إليه
السقطةُ من قلبٍ باتجاه الأعلى مخيفه
ليسَ لأن الأرضَ كوكبٌ تابعٌ لبقيةِ خراب المجرات
ولا تلكَ الحلول التي تجلسُ تقرع أبواب العاطلينَ عن الحب
إنني أكتبُ عن ألمِ الجحيم وشكواه منّا
عن إنسان صارَ عفناً من تمجيدِ خالقٍ لا وجود لهُ
عن إلهٍ عانى كثيراً من عذابِ الضميرِ وهو لا يملكه
كيف لي أن أتظاهر بالجنون وأنا سيءُ الطباع كزهرة التوليب
كيف أُكررُ رعب الفراغ وأنا نهايته المرعبة
أعرف انني اجلس جنب قبري وأنعاه
أعرفُ جيداً أن النمل يأكل لحمي
كنتُ أنوحُ وحيداً في بطن النمل
أصرخُ وأصرخ
لكن زرادشت كان يضحكُ مني
كان الأنبياء ميتون من فرطِ الضحكَِ
ومن تلك اللعبة
تأتي نملة يتبعها سرب تلو لآخر تسرق قطعة طريةً من جسدي وتخزنه لموسم الجفاف
أعرف انني متُّ جيداً
هل هنالك موتٌ جيدٌ وآخر سيء
هل هنالك قبرٌ يتسعُ لنملةٍ واحدة بحجم المنفى
هل هناك ما هو أشدّ خداعاً من هذا العالم وهو يسجدُ لثعلبٍ ماكر
أيها المتصوفة
خذوا الحلاج مني
خذوا رأسي من قلب أمي
فانا صرت كبرقٍ تخافهُ الطبيعة
كتاريخٍ للعالم لا صواب فيه
إني أُصلي لي وبإلحاح
وأدعو النسيان بكل ما تيسر لي من كتب الدعاء
أن أعود إليَّ والعب معي في برزخ الحياة
أن ألتمعَ مرةً واحدةً في عينيَّ
فانا وجهُ المرايا الذي لا وجهَ لهُ
وانا الجريمةُ التي صارت فطرةً
وصرتُ تراباً
لا شاهدَ لي ولا ذكرى .
منقوول