كم أحن إلى ذاتي حين يسكنني ليلي
ففيه تختفي الأحلام لتستيقظ آلامي
وفيه يهجع كل إلى سريره محتضنا نفسه
حينها ألوذ بصمتي تحت جنح ظلامي
وانا أتحسس أطراف نافذة غرفتي
لأشرعها على مصراعيها فأستقبل ليلي
وكأنه مطرا جاء ليروي ظمأ روحي
بعد أن اشتقت له طول نهاري
عشت على ماض حلق على تضاريس عشقي
ليعود كل ليلة فينام على سريري
ويظل كطيف متربصا بحاضري
وأنا تائهة بينهما أترقب ما سيعلنه غدي
ولأحيا على أمل أن يخلوا مسرح فؤادي
أنا الآن ما أحببت ذاتي وما خلوت بنفسي
إلا بعدما ضقت ذرعا بتفاهة غيري
واحتسيت من كؤوسهم حتى بلغت ذروة عطشي
كما يحتسي البحر البواخر المتآكلة عند غضبه
فقد حان الوقت لأعلن عن تمردي
وما اخترت التمرد سوى صمتي
لم يكن ذلك ضعفا مني بقدر ما أصبح قوتي
كما اختار صمتي أن يحكي فقط لدفاتري
وأن يخط فيها كل آهاته وما أمطرت به أقداري