.
مطر فوق زنك مستوصف آيْتْ أُوسَى
……….
كان بإمكاني أن أحكي دائما عن حياتي
وأن أعترف أن ليس لي مكتبة
ولا بذلة كاملة
ولا قلم مذهب يحدث طرطقة لجلب الانتباه
لا ولاعة ليزر
ولا لوحات على الجدران
وأن الذي أكتبه
ليس شعرا
ولا نثرا
خصوصا في الشتاء
في الخامسة مساء
كهذا اليوم
حين ينزل المساء قبل أن ينتهي النهار
ويحتاج تلاميذ الابتدائي في مدرسة جَبَلِ الرَّايْسِي
إلى لمبات كهربائية كئيبة
كي يروا السبورات
والنهرَ منعكسا في النوافذ
ويكون صوت المعلمين المطمئنّين في أصداء الفصل
مشجعا بقوة
على الانتحار
قبل بلوغ سن الرشد
.
في نفس الساعة يعود بائع الحلزون إلى بيته يائسا من الأطفال
دافعا عربته الضئيلة
ذات الصرير العظيم
في الزقاق الضيق
سابقا العاصفة
.
كان بإمكاني أن أحكي دائما عن حياتي
لولا أن الأشياء تحدث دائما فقيرة هكذا
والجارة الصماء تشعل خلاط الكهرباء كل مساء
وتنساه مشتعلا وتنام
.
المطر يبدأ أخيرا بالتهاطل فوق زنك مستوصف آيْتْ أُوسَى
ولا شيء يمكنه قتل شاعر
أكثر من صوت المطر فوق الزنك
ومواء قطط جاهزة
للتزاوج
بعد الرعد .
منقوول