.
هذا ما حدث بالضبط
…
منذ فترة فقدت ذراعي في حادث مؤلم
كان ذلك عندما أردت أن اقتلع شجرة من حديقتي، شجرة ميتة، لا تحركها ريح المحبة، ولا تطير فوقها عصافير الحياة
لم أصدق ما حدث، اسمعوا، لم أبدأ بعد، رفعت يدي لأمسح عرقا على وجهي من أثر الانتظار واليأس،
نحن نفعل ذلك أحيانا، نعرق من أجل أن يرانا أحدهم، من أجل أن نتوهج فتحدث في عينيه تلك اللمعة التي نحب. هذا ما حدث بالضبط، لم اقتلع الشجرة، لان بعض الموت أكبر من الحياة واقوى، كانت الشجرة أقوى من ذراعي فالتهمت أصابعي وعظمي وجعلتي أتألم وأصرخ،هذه الشجرة، انظروا إنها ميتة بالكامل، لكنها ترى وتسمع وتتكلم، البارحة مثلا، سمعتها تقول لشجرة حية بجانبها: توقفي عن الحياة، موتي قليلا، لتحيي في صدر من حملوك قشا أوحطبا، ومن رفعوك على أكتافهم ولم يئنوا، من جعلوك في فمهم الملعقة وفي عيونهم الباب، من أمسكوا بطرفك ليكتبوا، وبحافتك لكي لا يسقطوا، من إذا زلوا تمسكوا بقشرتك، و‘ذا ماتوا احتموا بمساميرك موتي قليلا وكُفي عن الاخضرار والضحك والغباء، عن مد فرعك كما لو كان من الحب الخالص، تعرفين أنه من ميلان الريح وحده، ومن اعوجاج الوقت. هكذا إذن فقدت ذراعي والآن اكتب بضلع من صدري وأمحو بالدم .
منقوول