ملايين الأمتار المكعبة
انهمرت على المدينة الكاذبة
ربما أمكنها الاغتسال من آثام الاصطفاء
ساحةُ الدراويش تئن بالمجاريح
لثمت الضريح لعلمي أنه موجود
“”فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا .. ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ””
الطوفانُ أغرق المدينة العجوز
و بغت مياه الدنس على المياه الغاضبة
و تحللت كلُّ الكائنات الملونة المصطنعة
تلك التي كانت ترافقنا أوانَ الوهم
لم تعدِ البشارات مذ راحت
ربما ضلت الطريق في صحراوات الإنكار
لستُ عرافةً و لكنني رأيت الجراح
حلَّ الإثمُ بالمدينة يدعو لحريةِ الحلم
يرتدي مسوحَ قديسٍ بكَّاء
و تقَّلب قلقاً.. فؤادي في السماء
رأيتها كلها .. و كذبتني المدينة الملوثة
فقدت وجهةَ الأشرعة .. فامتلأت بالدخان
و انبجس دمي من كل صوب ..
آيةً للناظرين !
انظروا هذه السيدة الحمقاء .. التي صدقت مدينة
ربما كانت لقياك يا درويش .. هي كل الحكاية
حجابٌ من الدمعات كان بيننا لكنك ترفقت
تلوتُ كلَّ ما أعرفُ من أوراد
و لمحت صلاةً من ذهب
محلقةً في سقفِ ياقوت العرش
أيقنتُ أنني في أمان ..على الرغم أنَّ الدموعَ أنستني التراتيل
و رأيتُ أنني ألملم الأمتعةَ و أنهضُ لرحيلٍ قريب
سأوليِّ ظهري لمدينتكم المهترئة
و أتعلمُ الدرس ..
سأصدقُ كل ما يوحى إليِّ من الحزن
و سوفَ أكذبُ مزاميرَ الأمل .

منقوول