الفرقُ بين النّظريّة Theory و الأنموذَج Model والبرنامَج Program ، في اللسانيات الحديثة :

قد تُستخدَمُ النظريّةُ بمعنى الأنموذَج، ولكنّ بين المصطلحَين فُروقاً دقيقةً :
فالأنموذجُ يمتازُ عن النظرية بصفةِ التّمثيلِ Representation ؛ والتّمثيلُ وصفٌ لما عليْه ظاهرةٌ لسانيّةٌ أو ظواهرُ من ترابطٍ أو تجلٍّ ...
مثل البنية السّطحيّة والبنية العَميقَة؛ فالبنيةُ العميقة تَمثيلٌ لما يتضمّنه المعجمُ الذّهنيّ من معلوماتٍ، ولتفاعلِ هذه المعلومات
مع قواعد التّركيبِ

يقومُ الأنموذجُ على المُحاكاةِ والوصفِ؛ أي مهمّته وصفُ طريقة عمل الظّاهرةِ أو الظّواهرِ اللّغويّة، وتقديمُ صورةٍ مُشابهةٍ للواقعِ اللغويّ
الموصوفِ. ولكنّ درجةَ التّمثيلِ في الأنموذجِ محدودةٌ لأنّ الأنموذجَ لا يعكسُ الواقعَ الموصوفَ برمّته، ولكّنه تجريدٌ له و إمْثالٌ Idealization

أمّا النّظريّة فهي نسَقٌ عقليّ منطقيٌّ مهمّته أنّه يتكوّنُ من مجموعة من الافتراضاتِ والأفكارِ الموجِّهةِ بهدفِ التّفسيرِ ومُجاوزةِ عتبةِ الوصفِ الحسّي
للظّواهرِ، وتقومُ النّظريّةُ على الافتراضات والتأمّل والتّوقّع لما يُمكنُ أن يكونَ عليه الواقعُ اللغويّ

أمّا البرنامجُ فليسَ إطاراً نظرياً دقيقاً كإطار النّظريّةِ، ولكنّه تخطيطٌ أو تصميمٌ أو دليلُ بحثٍ يتوقّفُ بالفَحصِ والمُعالجَةِ عندَ قضايا ظلّت عالقةً
مستعصيةً عن التّفسيرِ أمام نظريّاتٍ متنافسةٍ .
و يُمثّلُ للبرنامَج ، في إطار نظريّة النّحو التّوليديّ التّحويليّ ، بالبَرنامج الأدنى Minimalist Program