.
أنا رجل من أصول ريفية
قُدَّ قميصه من طين السماء
لذلك لا تنتبه لغيابهِ طوابير الثرثرة
أصابعه لا تكلُّ ولا تملّ من نقر العشب
البارحة مثلا
أخذ جرعة زائدة من حُق الوحدة
توكأ ذاكرة المكان
بجسدهِ الضئيل مرَ على صور العائلة
تأخر أكثر مما ينبغى أمام حالة طارئة
لإمرأة معطوبة بسرطان الثدي
تركت مواعين البيت القديم
تنّط بتفاصيل الغياب على كتفيه
سنتيمترات تفصل جسر حنجرته المبللة
بعتبة محفورة أسفل ضلعة الآثم
ويحترق ،،
كالعادة يمرُ كبخار على أرفف الرمال
يتحسس مواضع العتمة
لا أحد سيُلوحُ له على محطة الأيام
تلسعهُ الأسئلةالقبيحة
دورته الدموية صاخبة بالحيرة
متورط باللانهائى
وكأنه فى إنتظار حكم الإعدام
يجففُ مناديل البحر من ليلة حارقة
ويغرق فى شبر موسيقي هاربة
تتناولها الأعصاب التالفة بتلقائية اليأس
يحدث أن يستحضر حرير العذلة
ويقرأ ما تيسر من سيرة الحروب الأولى
ينحنى مطولا أمام عسل القصائد
ولا ينجو من تجاعيد تصحو كل صباح
فى صحن عينيه كماكينات حداد
طوّحته أكثر اللحظات براءة للنزيف
يتناول مضادا لشيخوخة معصمه
ومياه آسنة لشقوق ميدان واهٍ
يقتسم الصفحة الخلفية
ويبدأ فى العد
واحد ،،
ثلاثون ،،
مائة ،،
يرتطمُ بخانة القحط
وجثة عارية لرجل ريفى ،،
لم ينتبه لغيابه جدار ،،،
منقوول