الاصطفاء الإلهي
إن السير إلى الحق المتعال يكون تارة : في ضمن أسلوب ( المجاهدة )
المستلزم للنجاح حينا وللفشل أحيانا أخرى، ويكون تارة أخرى في ضمن ( الاصطفاء ) الإلهي أو ما يسمى بالجذب الرباني للعبد.. كما قد
يشير إلى ذلك قوله تعالى : { واصطنعتك لنفسي } و { لتصنع على عيني } و { كفّلها زكريا }
و { ألقيت عليك محبة مني } و { إن الله اصطفى آدم ونوحا } و { الله يجتبي إليه من يشاء }.. ومن المعلوم أن وقوع العبد في دائرة الاصطفاء والجذب، يوفّر عليه كثيراً من
المعاناة والتعثر في أثناء سيره إلى الحق المتعال، ولكن الكلام هنا في ( موجبات ) هذا الاصطفاء الإلهي الذي يعد من أغلى أسرار الوجود..
ولا ريب في أن المجاهدة المستمرة لفترة طويلة أو التضحية العظيمة ولو في فترة
قصيرة، وكذلك الالتجاء الدائم إلى الحق، مما يرشح العبد لمرحلة الاصطفاء.. وقد قيل
: { إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق }.