بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
كلنا ندرك جيدا أن الاحترام حاجه نفسيه للإنسان (الطبيعي)، كحاجته للهواء والماء والطعام، كما إن الإنسان ليس في حاجة إلى أن يكون غنياً، أو ناجحاً، أو ذا نفوذ، لكي يعامل بالإحترام. فديننا وإسلامنا وعقيدتنا وقيمنا، كلها تدعو لاحترام الذات، وبالتالي إحترام الآخرين، لأن إحترام الإنسان لذاته ركيزة أساسية لتوازنه النفسي، الذي من خلاله يستطيع أن يتعامل مع الآخرين، وبالتأكيد من يفقد هذه الركيزة، حتما ًسيفقد احترام الآخرين، وسيشعر بالدونية لا محالة. فالإحترام من وجهة نظري هو فن ومهارة ..قابله للتطوير والتحديث، يتقنها البعض بجداره، ويتقنها البعض بقدر حاجتهم لها، ومع الأسف لا يتقنها أو لا يعرفها البعض. فكلما ازداد احترام الإنسان لنفسه، زاد بالمقابل سيطرته على انفعالاته، مما يجعله أكثر قدره على تحديد مكامن القوه والضعف في نفسه، وهذا بالتأكيد يجعل خطواته باتجاه المستقبل أكثر ثباتاً وتوازنن واستقرار. عندها سيصبح ممن يقال عنهم( يفرض إحترامه على الجميع )، يتقنون بإتقانهم لفن ومهارة الإحترام و إدارة حياتهم في شتى مجالات الحياة، الإجتماعية والعائلية والمهنية، لينطلقوا إلى الغد دون أن يلتفتوا إلى الوراء، و لا يعلقون أهمية على الانتقادات الغبيه احيانا ً، محددين أهدافهم وهم سعداء، وإذا واجهوا الفشل مصادفتا فإنهم بالتأكيد لا يعانون مثلما يعاني الآخرون، ولنعلم جميعا ً أننا بشر معرضون للأخطاء، ومعرضون لارتكاب المعاصي والآثام، ولله حكمه في ذالك، فالسخرية وعدم احترام مشاعر ممن وقع في تلك الأخطاء والآثام والمعاصي، سواء بالقول أو بالفعل ليست والله من الاحترام في شي، حتى لو افترضنا حسن (النية)، لدى من أراود الانتقاد (بالسخرية )، فالجميع ليسو منزهون ولا معصومون وبالتأكيد كلنا معرضون للزلل، فليكن شعارنا دائما ً، إحترام مشاعر الغير في طرحنا لبعض السلوكيات الخاطئة، إحترام لذاتنا.