الحضارة المينوية
الحضارة المينوية أو حضارة مينوا ، وهي حضارة جزيرة كريت التي تعد من أقدم الحضارات اليونانية حيث ازدهرت منذ 3000 إلى 1100 عامًا قبل الميلاد ، ويرجع اسمها إلى مؤسسها حاكم كريت الإمبراطور مينوس ، وقد كانت بؤرة ومركز الثقافة خلال العصر البرونزي في مناطق بحر إيجه ، وفي نهايات الألفية الثالثة قبل الميلاد أي قبل 1500 عامًا قبل الميلاد كانت الحضارة المينوية قد بلغت قمة ازدهارها وتشعبت تجارتها في كافة أنحاء بلاد الشام والمناطق المجاورة ، تميزت بقصورها العظيمة وفنها المطور واستخدامها الكتابة ، ونتعرف أكثر على الحضارة المينوية في هذا المقال .
ماهي الحضارة المينوية
هي أول حضارة في العصر البرونزي الأوسط ، أقيمت على جزيرة كريت التي تقع في شرق البحر المتوسط ، وقد عرفت الفن في كثير من المجالات حيث بداية من الفن المعماري الفريد والأختام المتقنة والأواني الفخارية بأسلوبها الزخرفي الفاخر ، إلى اللوحات الجدارية والتي تعرض نبذة عن الحياة الدينية والعلمانية ، كما عرضت شكل الحدائق الرائعة وبعض حيوانات تلك الحقبة مثل الماعز البري والقرود ، كما صورت أشكال الآلهة التي ترتدي ملابس فائقة الجمال والتي تميز ديانة المينويين ، ومن اللافت تلك النقوش الأكثر شيوعًا مثل الثعبان والثور حيث توحي بأنها رموزًا للآلهة أو السحر ، كما اتسمت الحضارة المينوية بالمجوهرات المصنوعة من الذهب الخالص ، والمزهريات الأنيقة المصنوعة من الحجر .
ومع بداية القرن الخامس عشر كان هجوم الغزاة على بحر إيجه والذي قام بتدمير قصر جزيرة كريت ، لكن تم تأسيس قصر آخر في كنسوس وفايتسوس وفتحت جزيرة كريت مجددًا وشهدت العديد من المهارات الفنية مرة أخرى ، ولكن ما بين عامي 1400 و 1100 قبل الميلاد بدأت الحضارة المينوية في الإنهيار حيث تداعت على الصعيد الإقتصادي والإنجازات الفنية .
ولكن يبدو أن الحضارة المينوية قدمت مساهمة كبيرة في تطوير الحضارة الأوروبية الغربية المعروفة اليوم . [1]
اكتشاف الحضارة المينوية
يرجع اكتشاف آثار الحضارة المينوية إلى السير آرثر إيفانز ، حيث تم تنبيهه إلى احتمال وجود حضارة قديمة على جزيرة كريت بناءً على ملاحظة ارتداء الكريتيون الأصليون للأختام الحجرية المنحوتة في بدايات القرن العشرين ، وبالفعل قرر إيفانز التنقيب في كنوسوس عام 1900 إلى 1905 وأثناء التنقيب وجدت أنقاضًا أكدت الروايات القديمة والتي كانت لا تعدو كونها أساطير ، كانت تتبناها الثقافة الكريتية مثل قصر الملك مينوس والمتاهة الأسطورية ، وقد صاغ إيفانز مصطلح ” Minoan ” تعبيرًا عن تلك الحضارة المكتشفة ، وقد تم تقسيم العصر البرونزي للجزيرة إلى ثلاث مراحل توضحها الأشكال المختلفة من الفخار ، هم كما يلي”
- العصر البرونزي المبكر ” EM ” من عام 3000 إلى 2100 قبل الميلاد .
- العصر البرونزي الأوسط ” MM ” من عام 1600 إلى 2100 قبل الميلاد .
- العصر البرونزي المتأخر ” LM ” من عام 1100 إلى 1600 قبل الميلاد .
ثم تم استخدام تقنيات أكثر دقة لتحديد ذلك العصر مثل تقنيات الكربون الراديوي ومعايرة حلقة الأشجار ، مما حسن من دقة التواريخ السابق ذكرها ، إذ يبدأ العصر البرونزي المبكر تحديدًا في 3500 عامًا قبل الميلاد والعصر البرونزي المتأخر في 1700 عامًا قبل الميلاد . [2[
أما عودة للأحداث في قصر مينون فقد انقسمت لأربعة فترات ، كما يلي:
- 3000 – 2000 – 1900 قبل الميلاد .
- 2000 – 1900 – 1700 قبل الميلاد .
- 1700 – 1470 – 1450 قبل الميلاد .
- 1450 – 1470 – 1100 قبل الميلاد .
ولكن تلك التقسيمات قد نالت نقدًا واسعًا من علم الآثار الحديثة ومناهج التاريخ والأنثروبيولوجيا ، والتي سعت لوجود تطورًا متعدد الخطوط للثقافة في جزيرة كريت ، حيث ضرورة توضيح النزاعات وعدم المساواة بين المستوطنات والذي يفسر الاختلافات الثقافية بينهم .
وقد تم تقسيم المستوطنات التي تم العثور عليها في مينوا في كافة أنحاء جزيرة كريت إلى أربعة مواقع رئيسية للقصر هم ، ” كنوسوس ، فايتسوس ، ماليا ، زاكروس ” .
كشفت كافة مواقع القصر عن دوره المحلي سياسيًا وتجاريًا ودينيًا ، ولكن العلاقة بين القصر والسلطة بدت غامضة بسبب نقص الأدلة الأثرية والأدبية في هياكل القصر الكبيرة والمعقدة ، لكنها برغم هذا سلطت ضوءًا خافتًا على ممارسة سلطة محلية ما من خلال تخزين المواد الفائضة مثل النبيذ والحبوب والزيت والمعادن النفيسة والسيراميك .
وبدا أيضًا أن كافة أنحاء جزيرة كريت كان يسيطر عليها قصر واحد ، وكانت مقسمة للعديد من البلدات والقرى والمزارع الصغيرة ، بالإضافة إلى طرقًا تربط بينها وبين المركز الرئيس ، وقد اتفق المؤرخين أن القصور كانت مستقلة عن بعضها البعض حتى عام 1700 قبل الميلاد ثم تم توحيدها في كنوسوس وفقًا لما كشفته الهندسة المعمارية والكتابة الخطية المستخدمة في المواقع المختلفة من القصر .
ويشير عدم وجود تحصينات في المستوطنات المختلفة إلى حياة سلمية هادئة نوعًا بين المجتمعات ، ولكن ما جعل الشك يدور حول وجود نزاعات برغم ذلك هو وجود أسلحة مثل السيوف والخناجر ورؤوس السهام ، أيضًا معدات دفاعية مثل الخوذات والدروع ، كذلك كشفت أدلة طرق مينوا على وجود حراس وأبراج مراقبة على مايبدو كان هنالك لصوصية وخطر ما على المسافرين .
بناء القصور في الحضارة المينوية
قبل الفي عامًا قبل الميلاد كان هناك العديد من القصور ، لكنها هدمت جراء الزلازل والحرائق وأعيد بنائها في 1700 قبل الميلاد ، وظلت تلك القصور صامدة حتى تدمرت مرة أخرى إما بفعل الزلازل أو الحرائق أو ربما غزو في 1500 قبل الميلاد و1450 قبل الميلاد .
تجهزت هذه القصور بشكل رائع حيث الهياكل الضخمة والملاعب الكبيرة والأعمدة والأسقف المدعومة بأعمدة خشبية مدببة وسلالم وأقبية دينية وآبار خفيفة وأنظمة صرف ومخازن كبيرة وأماكن مخصصة للنظارات العامة والمواكب الدينية .
ويتكون القصر من أربعة طوابق بالغة الارتفاع ويمتد على ألاف الكيلو مترات مربعة ، وكان يتم ممارسة رياضة قفز الثيران داخل القصر ، ويبدو أنه تم عبادة الثيران نظرًا لما توضحه قرون الثيران الطوال على اللوحات الجدارية للقصر ، أيضًا تم تصوير محاور مزدوجة في الحجر كل تلك الأشياء اجتمعت لتلد ” أسطورة ثيسيوس ومينوتور ” أي المتاهة التي لها وجود قوي في الأساطير اليونانية القديمة التي عرفت فيما بعد .
الديانة في الحضارة المينوية
لم يتم التأكد تمامًا من ديانة المينويين لكن تم الكشف عن في الفن المعماري والمصنوعات اليدوية ، التي صورت الاحتفالات والطقوس الدينية مثل سكب الشحوم وتصوير عروض الطعام والمراكب والأعياد والأحداث الرياضية ، وقد لاقت الطبيعة تبجيلًا كبيرًا في الحضارة المينوية نسبة لما الأعمال الفنية مثل شخصية إلهة الأم في الأرض وذكور الحيوانات كما برز الثيران في تلك الأعمال فقد تم استخدام أبواقها كسمة معمارية على الجدران وعنصر أساسي للزخرفة على الحلي والمجوهرات والفخار .